انخفاض الهجرة إلى بريطانيا لأكثر من الثلثين خلال 2025 نتيجة سياسات صارمة

أظهرت البيانات الرسمية اليوم الخميس استمرار الاتجاه التنازلي في أعداد المهاجرين إلى بريطانيا، حيث انخفض صافي المهاجرين بأكثر من ثلثي المعدل خلال العام المنتهي في يونيو الماضي. ويعكس هذا التراجع أثر السياسات الحكومية الأكثر صرامة التي تهدف للحد من تدفق الوافدين، سواء بطرق قانونية أو غير قانونية.

تراجع الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي

وأفاد مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني بأن صافي عدد المهاجرين بلغ 204 آلاف، مقارنة بـ649 ألفاً في الاثني عشر شهراً السابقة، مسجلاً انخفاضاً كبيراً يعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض أعداد القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي للعمل والدراسة.

وأوضح المكتب أن الوافدين لأغراض العمل من خارج الاتحاد الأوروبي سجلوا انخفاضاً بنسبة 61%، بينما تراجع عدد الطلاب الدوليين القادمين لأغراض الدراسة بنسبة 25%. بالمقابل، استمرت مستويات الهجرة من داخل بريطانيا بالارتفاع التدريجي، ما ساهم جزئياً في توازن الأرقام النهائية.

سياسات حكومية أكثر صرامة لمواجهة الضغوط السياسية

هيمنت قضية الهجرة على الخطاب السياسي في بريطانيا خلال العقد الماضي، إذ حاولت الحكومات المتعاقبة الحد من الوافدين عبر قواعد صارمة لتأشيرات الدخول ورفع الحد الأدنى للأجور. وفي هذا السياق، تعهدت الحكومة الحالية باتخاذ إجراءات إضافية للسيطرة على حجم الهجرة وتخفيف الضغط على المجتمعات المحلية.

وقالت وزيرة الداخلية، شابانا محمود، عقب صدور البيانات: "نتخذ إجراءات إضافية لأن وتيرة وحجم الهجرة وضعت ضغطاً هائلاً على المجتمعات المحلية".

كما أعلنت الحكومة مؤخراً عن حزمة من الإجراءات الجديدة تشمل جعل وضع اللاجئين مؤقتاً، وتسريع ترحيل القادمين بشكل غير قانوني، ومضاعفة الفترة المطلوبة لبعض العمال للحصول على الإقامة الدائمة لتصل إلى عشر سنوات.

تأثير السياسة على المشهد الانتخابي

تعمل سياسات الهجرة المشددة أيضاً في سياق تنافس سياسي محتدم، حيث يسعى حزب العمال للحد من انتقاد حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي بقيادة نايجل فاراج، الذي يعتمد برنامجه الانتخابي على مناهضة الهجرة ويحقق تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الرأي.

من المتوقع أن تبقى الهجرة محوراً رئيسياً في النقاشات السياسية والاقتصادية في بريطانيا خلال الفترة القادمة، وسط تزايد التركيز على توازن الاحتياجات الاقتصادية مع الضغوط المجتمعية.