تدهور الوضع الإنساني في السودان مع تصاعد النزاع وحاجة عاجلة لإتاحة وصول المساعدات


الجريدة العقارية الاربعاء 26 نوفمبر 2025 | 08:49 مساءً
الفاشر
الفاشر
محمد شوشة

وسط تصاعد العنف وتصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، يواجه المدنيون خطرًا متزايدًا جراء العمليات العسكرية المستمرة وتفاقم النزاع بين القوات المسلحة وميليشيا الدعم السريع، فقد أدى القتال المتواصل في دارفور وشمال كردفان إلى نزوح جماعي، وتدمير أحياء كاملة، ونقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية، ما يجعل الوضع الإنساني هشًا بشكل غير مسبوق ويضع المدنيين في مواجهة يومية مع الموت والجوع.

في هذا السياق، تتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار الإنساني والسماح بوصول المساعدات إلى المناطق المتضررة بشكل عاجل، وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لإنقاذ الأرواح وفتح المجال أمام جهود الإغاثة، وتمهيد الطريق لحوار سياسي مستدام يسهم في الانتقال إلى حكم مدني والسلام الدائم، مع تركيز على حماية المدنيين وتأمين سلامتهم في ظل تفاقم المخاطر الإنسانية.

دعوات دولية لوقف إطلاق النار في السودان

يؤكد المبعوث الدولي مسعد بولس، ضرورة التزام قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بوقف إطلاق النار الإنساني غير المشروط، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية لإنقاذ الأرواح وتهيئة مناخ للحوار.

وأضاف بولس أن المجتمع الدولي يتوقع من الأطراف السودانية السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن أي عرقلة لجهود الإغاثة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

الفاشرالفاشر

وأكد أن وقف إطلاق النار يمثل خطوة حاسمة نحو حوار مستدام والانتقال إلى الحكم المدني والسلام الدائم في السودان، وأنه على جميع الأطراف على إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية على الحسابات العسكرية والسياسية.

انتهاكات حقوق الإنسان في السودان

في سياق متصل، أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا صارمًا بشأن الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في السودان، مع تقدم قوات الدعم السريع إلى عمق الفاشر وتعزيز سيطرتها في شمال كردفان.

وتشير تقارير جديدة من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن الوضع الإنساني في الفاشر، آخر معقل رئيسي للقوات المسلحة السودانية في دارفور، تدهور بشكل حاد بعد أن زعمت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على الفرقة السادسة للمشاة في الجيش.

ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الوضع بأنه خطير جدًا، محذرًا من أن خطر اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق بدوافع عرقية يتزايد يوما بعد يوم.

وقال تورك: "نتلقى تقارير عديدة ومقلقة عن فظائع، بما في ذلك إعدامات بإجراءات موجزة، وهناك حاجة إلى إجراءات عاجلة وملموسة لحماية المدنيين وضمان مرور آمن لمن يحاولون الفرار".

الفاشرالفاشر

مخاطرة الهروب من الفاشر

وفقًا للأمم المتحدة، يُطلق النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار من الفاشر، أو يُحتجزون، أو يُتهمون بدعم الجيش، وتُظهر مقاطع فيديو، تحقق منها موظفو الأمم المتحدة، رجالاً عُزّلاً يُعدمون أو يُتركون قتلى على الأرض بعد هجمات لقوات الدعم السريع.

وأسفر سقوط مدينة بارا في شمال كردفان في 25 أكتوبر عن رواياتٍ مُقلقةٍ مماثلة، وأفادت التقارير بمقتل عشرات المدنيين بعد أن اتهمتهم قوات الدعم السريع بمساعدة القوات المسلحة السودانية.

ويقول ناشطون محليون إن انقطاع الاتصالات جعل من شبه المستحيل تقييم العدد الكامل للضحايا.

ويستمر الصراع الأوسع في السودان في التفاقم، حيث أفادت وكالات الإغاثة بتدمير أحياء بأكملها، ونزوح جماعي في أنحاء دارفور، وتزايد المخاوف من المجاعة، وقد حذّر برنامج الغذاء العالمي هذا الأسبوع من أن أكثر من 5 ملايين شخص في غرب السودان يواجهون مستويات طوارئ من الجوع، مع انهيار الأسواق وارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية.

الفاشرالفاشر

وفي الفاشر، التي حاصرتها قوات الدعم السريع منذ 18 شهرًا، أفادت الأمم المتحدة بإعدام خمسة رجال لمحاولتهم إدخال الطعام إلى المدينة، كما أفادت التقارير بسقوط متطوعين إنسانيين بين القتلى خلال أيام من القصف العنيف.

وحث تورك، قوات الدعم السريع على وقف الأعمال الانتقامية فورًا واحترام القانون الدولي، مُذكّرًا قادتها بحظر تجويع المدنيين، مناشدًا الدول ذات النفوذ على الأطراف المتحاربة في السودان التدخل، قائلًا: "يجب على الدول الأعضاء التحرك لمنع المزيد من الفظائع والضغط لإنهاء هذا الصراع الذي لا يُطاق".