الولايات المتحدة وروسيا تجريان محادثات سلام في أبوظبي بينما تواصل روسيا قصف كييف


الجريدة العقارية الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 | 05:24 مساءً
سكان أوكرانيا
سكان أوكرانيا
محمد شوشة

قال متحدث وزارة الحرب الأمريكية دان دريسكول، إن الوزير بيت هيجسيث أجرى محادثات في وقت متأخر من مساء يوم أمس الإثنين واليوم الثلاثاء، مع مسؤولين روس في أبوظبي، في إطار حملة مكثفة جديدة من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتهدف المحادثات إلى تضييق الفجوات بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين بشأن خطة السلام، في ظل عدم حل القضايا الجوهرية، وحذر أوكرانيا من إمكانية إجبارها على قبول صفقة تعتمد إلى حد كبير على شروط الكرملين.

وأجرى دريسكول وفريقه خلال يومي الإثنين والثلاثاء، مناقشات مع الوفد الروسي لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا.

وقال متحدث وزارة الحرب: "تسير المحادثات على ما يرام ونحن متفائلون، ويتواصل الوزير بشكل وثيق مع البيت الأبيض مع تقدم هذه المحادثات"، ولم تتضح طبيعة المناقشات على الفور، ولم يُعرف من كان ضمن الوفد الروسي. 

وصرح مسؤول أمريكي بأنه من المتوقع أن يلتقي دريسكول، الذي برز كرجل محوري في الجهود الدبلوماسية الأمريكية بشأن أوكرانيا، بمسؤولين أوكرانيين أثناء وجوده في أبوظبي.

وفي الوقت نفسه، تعرضت عاصمة أوكرانيا كييف لقصف صاروخي ومئات الطائرات المسيرة ليلاً في غارة روسية أسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، وتعطيل أنظمة الكهرباء والتدفئة، واختبأ السكان تحت الأرض، مرتدين سترات شتوية، وبعضهم في خيام.

وقالت نادية هورودكو، محاسبة تبلغ من العمر 39 عامًا، بعد قصف مبنى سكني في كييف: "كان هناك انفجار قوي، وكانت نوافذنا تنهار، فارتدينا ملابسنا وهربنا، وكان هناك رعب، كل شيء كان يحترق بالفعل، وكانت امرأة تصرخ من الطابق الثامن، 'أنقذوا الطفل، الطفل يحترق"، وفقًا لرويترز. 

وقد شهدت السياسة الأمريكية تجاه الحرب تذبذبًا في الأشهر الأخيرة، وأثارت القمة التي جرت على عجل بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في أغسطس، مخاوف في كييف والعواصم الأوروبية من أن إدارة ترامب قد تقبل العديد من المطالب الروسية، على الرغم من أن القمة أدت في نهاية المطاف إلى مزيد من الضغوط الأمريكية على موسكو.

وقد فاجأت أحدث مقترحات السلام الأمريكية، وهي خطة من 28 نقطة ظهرت الأسبوع الماضي، العديد من المسؤولين في الحكومة الأمريكية وكييف وأوروبا، وأثارت مخاوف من أن إدارة ترامب قد تضغط على أوكرانيا لتوقيع اتفاق يميل بقوة نحو موسكو. 

وتتطلب الخطة من كييف التنازل عن المزيد من الأراضي، وقبول قيود على قوتها العسكرية، ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط رفضتها كييف منذ فترة طويلة باعتبارها استسلامًا.

وتزيد هذه الخطوة المفاجئة من الضغوط على أوكرانيا والرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي أصبح في أضعف حالاته منذ بداية الحرب بعد فضيحة فساد أدت إلى إقالة اثنين من وزرائه، وفي الوقت الذي تحقق فيه روسيا مكاسب في ساحة المعركة، وقد يواجه زيلينسكي صعوبة في إقناع الأوكرانيين بقبول صفقة يُنظر إليها على أنها بيع لمصالحهم.

وقال زيلينسكي، يوم أمس الإثنين، إن خطة السلام الأخيرة تضمنت نقاطًا صحيحة بعد المحادثات التي جرت خلال نهاية الأسبوع في جنيف، مضيفًا: "سأناقش القضايا الحساسة والنقاط الأكثر حساسية مع الرئيس ترامب"، مؤكدًا أن عملية إعداد الوثيقة النهائية ستكون صعبة، مشيرًا إلى أن الهجمات الروسية المتواصلة أثارت شكوكًا حول إمكانية تحقيق السلام قريبًا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن خطة السلام المعدلة يجب أن تعكس روح ونص التفاهم الذي تم التوصل إليه بين بوتين وترامب في قمتهما في ألاسكا.

ومن المقرر أن تعقد مجموعة الدول الداعمة لأوكرانيا، المعروفة باسم تحالف الراغبين وتضم بريطانيا وفرنسا، اجتماعًا افتراضيًا اليوم الثلاثاء.

وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإذاعة RTL بشأن الخطة الأمريكية المقترحة: "مبادرة تسير في الاتجاه الصحيح: السلام، ومع ذلك، هناك جوانب في تلك الخطة تستحق النقاش والتفاوض والتحسين، نريد السلام، لكننا لا نريد سلامًا يكون استسلامًا".

وأضاف ماكرون أن الأوكرانيين وحدهم هم من يستطيعون تحديد التنازلات الإقليمية التي هم على استعداد لتقديمها، مشيرًا إلى أن ما طُرح على الطاولة يعطي فكرة عما سيكون مقبولًا لدى الروس، لكنه لا يعني ما يجب على الأوكرانيين والأوروبيين قبوله.

وفي تطور منفصل، قالت وزارة الدفاع الرومانية إن طائرات مقاتلة أرسلتها لتعقب طائرات بدون طيار اخترقت أراضيها بالقرب من الحدود مع أوكرانيا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وإن واحدة منها لا تزال تتقدم إلى عمق الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي. 

وارتفعت حدة التوتر على طول الجانب الشرقي لأوروبا خلال الأشهر الأخيرة بعد أن اخترقت طائرات بدون طيار يشتبه بأنها روسية المجال الجوي لعدة دول أعضاء في الحلف.