السعودية وإيطاليا تعززان شراكتهما الاقتصادية باستثمارات ومشاريع استراتيجية مشتركة بقيمة 10 مليارات دولار

أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال منتدى الاستثمار والأعمال السعودي-الإيطالي بالرياض أن إيطاليا تحتل مكانة خاصة في تاريخ الدبلوماسية السعودية، مشيرًا إلى أنها من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية مع المملكة في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي. وأضاف أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين توسعت لتشمل الاستثمار والتجارة والطاقة والصناعة والثقافة، ما مهد لبناء علاقة استراتيجية متعددة الأوجه.

تعزيز التعاون عبر مجلس الشراكة السعودي-الإيطالي

وأشار الفالح إلى أن القمة الأولى بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أسفرت عن إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي-الإيطالي، ليصبح ركيزة أساسية للتعاون طويل الأمد بين البلدين. كما لفت إلى مشاركة إيطاليا المبكرة في معرض "إكسبو 2030 الرياض" استجابة لدعوة شخصية من ولي العهد، مؤكداً أن العلاقات الثنائية شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.

توقيع 26 اتفاقية بمليارات الدولارات

أكد الوزير أن قمة رجال الأعمال واللقاء الاستثماري على هامش قمة القادة شهدت توقيع 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بقيمة إجمالية تتجاوز 10 مليارات دولار. وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات الطيران، الطاقة النظيفة، التقنيات الصناعية، البنية التحتية، التصميمات الهندسية، وعقود الإنشاءات، مع التأكيد على التوسع في المشروعات المشتركة والاستثمارات ذات الأثر الاستراتيجي.

الطاقة والصناعة والدفاع ركائز التعاون المشترك

أوضح الفالح أن قطاع الطاقة يظل محور التعاون بين السعودية وإيطاليا، مع تنفيذ مشاريع مشتركة في إنتاج البترول والغاز والهيدروجين النظيف والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى حلول الاقتصاد الدائري للكربون. وشارك في هذه المشاريع شركات إيطالية كـإيني وإينيل وسنابرجيتي سايبيم، بالتعاون مع شركات سعودية مثل أرامكو وسابك وأكوا باور والفنار.

كما أشار الوزير إلى تعاون إيطاليا في مجالات التصنيع المتقدم والدفاع والفضاء، مؤكداً مشاركة شركات مثل ليوناردو وفينكنتيري وإلكترونيكا مع شركاء سعوديين لدعم الاستراتيجيات الوطنية وتعزيز القدرات الدفاعية والفضائية والرقمية.

منتدى الاستثمار منصة لتعزيز رؤية 2030

يأتي المنتدى استمراراً للتعاون المتنامي بين السعودية وإيطاليا في ضوء العلاقات الاقتصادية المتطورة، وحرص البلدين على البناء على مخرجات اللقاءات السابقة، بما يفتح آفاقاً أوسع للتعاون الاستثماري والاقتصادي، ودعم توجهات المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030.

ويشارك في المنتدى كبار المسؤولين وممثلو الجهات الحكومية، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال وقادة الشركات من الجانبين، لبحث فرص التعاون في قطاعات الطاقة، الصناعة، السياحة، البنية التحتية، التقنيات المتقدمة، والخدمات اللوجستية.