مع الارتفاع الملحوظ في حركة السياحة الدولية، التي سجلت نمواً بنسبة 5% في النصف الأول من عام 2025 وتجاوزت مستويات ما قبل الجائحة وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية، بدأ التركيز يتحول نحو إدارة تدفق الزوار وتأثيرهم على الوجهات المختلفة.
في هذا السياق، تواصل شركة "Fodor's" المتخصصة في أدلة السفر إصدار قائمتها السنوية للأماكن التي "يُستحسن إعادة النظر" في زيارتها. تهدف هذه القائمة إلى لفت الانتباه إلى الضغوط المتزايدة التي تفرضها السياحة على البيئات الهشة والمجتمعات المحلية.
تتضمن القائمة الأخيرة لعام 2026، والتي تحمل اسم "قائمة لا تذهب إليها"، ثماني وجهات محددة يُنصح بالحذر عند التخطيط للسفر إليها. وتشمل هذه الوجهات مزيجاً من القارات البعيدة، الحدائق الوطنية الشهيرة في الولايات المتحدة، وعدداً من المدن السياحية المعروفة.
توضح "Fodor's" فلسفتها من هذه القائمة، مؤكدة أنها ليست دعوة للمقاطعة التامة، بل مبادرة لتسليط الضوء على الحاجة إلى سياحة أكثر استدامة في الأماكن التي وصلت فيها الضغوط إلى مستويات حرجة.
وللحفاظ على التوازن، تصدر الشركة أيضاً قائمة سنوية مضادة بعنوان "اذهب إليها"، والتي تقترح أفضل 26 وجهة سفر موصى بها للعام المقبل.
1- القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)
على الرغم من بعدها وشح السياح فيها مقارنة بمناطق مثل البندقية، يشير الخبراء إلى أن الأعداد المتزايدة من الزوار تفوق قدرة القارة على الاستيعاب بشكل مسؤول، مع تأثيرات كبيرة على البيئة والحياة البرية.
2- جزر الكناري، إسبانيا
تستقبل الجزر ملايين السياح سنوياً، مما أدى إلى احتجاجات محلية بسبب الازدحام وارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير السياحة على البيئة.
3- حديقة غلاسيير الوطنية، مونتانا
استقبلت الحديقة أكثر من 3.2 مليون زائر في 2024، ما دفعها إلى اعتماد نظام حجز مسبق خلال موسم الصيف لتقليل الازدحام، مع استمرار المخاوف من تأثيرات السياحة على الحياة البرية وانبعاثات الكربون.
4- إيزولا ساكرا، إيطاليا
مجتمع تاريخي قرب روما يضم آثارًا رومانية قديمة، وتشهد المنطقة جدلاً محلياً بشأن خطة إنشاء ميناء جديد للسفن السياحية الكبرى، وسط قلق من تأثيره على البيئة.
5- منطقة يونغفراو، سويسرا
وجهة سياحية رئيسية في جبال الألب، تواجه صعوبات في إدارة تدفق السياح مع الحفاظ على البيئة وجودة حياة السكان المحليين.
6- مدينة مكسيكو
شهدت ارتفاعاً في السياحة أدى إلى زيادة تكاليف المعيشة وفقدان الطابع الثقافي للمدينة، مع احتجاجات محلية ضد الإيجارات القصيرة والمشاريع السياحية.
7- مومباسا، كينيا
شهدت المدينة ارتفاعاً كبيراً في أعداد السياح بعد الجائحة، خاصة عبر السفن السياحية، مما أدى إلى ازدحام الطرق والشواطئ وتعرض المواقع الثقافية للضغط.
8- مونمارتر، باريس، فرنسا
شهد حي مونمارتر في باريس، الذي يُعرف بجماله وسحره ويجذب أعداداً كبيرة من الزوار، تأثيرات واضحة للسياحة المفرطة، بما في ذلك ارتفاع الأسعار ونزوح السكان المحليين.
واحتج السكان على "تحويل مونمارتر إلى عالم ديزني"، كما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، مشيرين إلى تراجع عدد المتاجر التي تلبي احتياجات السكان المحليين، واصطفاف السياح في طوابير طويلة يحاولون استغلال فرصة التقاط صورة جيدة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض