قال د. أحمد معطي، محلل أسواق المال العالمية، إن غياب تقارير التضخم والتوظيف في الولايات المتحدة نتيجة للإغلاق الحكومي أثّر بشكل مباشر على الأسواق الأمريكية والعالمية، مما أحدث حالة من الضبابية والتقلبات الشديدة.
وأضاف في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن المؤشر "فيكس" الذي يقيس شدة تقلبات الأسواق قد ارتفع، وهو ما يعكس مخاوف المستثمرين ويدفعهم إلى اتباع مبدأ "الكاش إز كينج" أي بيع الأصول وتحويلها إلى سيولة لحين وضوح الرؤية.
وأوضح معطي أن الأسواق الأمريكية شهدت تراجعًا ملحوظًا هذا الأسبوع، حيث انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة أكثر من 2%، كما تراجع "ناسداك" بنحو 3%، فيما انخفض الذهب أيضًا وسط هذه التقلبات. وأشار إلى أن غياب البيانات الأساسية مثل التضخم والتوظيف يعطل قرارات الفيدرالي الأمريكي حول السياسات النقدية المستقبلية.
وفيما يتعلق بالسياسات النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي، أكد معطي أن غياب البيانات سيجعل الفيدرالي يعتمد على بيانات موسمية غير مكتملة، وهو ما قد يؤدي إلى انقسامات بين أعضاء الفيدرالي في الاجتماعات القادمة.
وأضاف أن غياب هذه البيانات سيتسبب في انخفاض الثقة في الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير، لكن تأثير ذلك سيكون طفيفًا على المدى الطويل، خاصة وأن الولايات المتحدة قد مرّت بـ 22 إغلاقًا حكوميًا في السابق، ما جعل العالم يتعايش مع هذا الوضع.
كما تطرق معطي إلى تأثير غياب البيانات على التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مؤكدًا أن هناك مخاوف من تراجع التصنيف الائتماني في حال استمر العجز التجاري وارتفاع الديون الأمريكية.
وأوضح أن التصنيفات الائتمانية لا تركز فقط على بيانات التضخم والتوظيف، بل تعتمد بشكل أكبر على قدرة الدولة على سداد ديونها، وفي حال استمر الوضع الحالي، قد يتأثر التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.
وفيما يخص التدفقات المالية، توقع معطي أن يشهد الاقتصاد الأمريكي مزيدًا من الضغوط، وهو ما قد يدفع بعض الأموال الساخنة نحو الأسواق الأوروبية أو الآسيوية في حال استمر غياب الاستقرار في الأسواق الأمريكية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض