«الفاو» تحذر: الدول العربية تواجه أعلى مستويات الجوع منذ عقدين (فيديو)


الجريدة العقارية الاحد 23 نوفمبر 2025 | 05:10 مساءً
الفاو
الفاو
محمد فهمي

حذّر الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، من تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي في عدد من الدول العربية، مؤكداً أن الأرقام الواردة في التقرير الأممي الأخير هي الأسوأ منذ عقدين. 

وأرجع الواعر في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، ذلك إلى مزيج من النزاعات والحروب والتغيرات المناخية وندرة المياه وضعف الإنتاجية الزراعية، إضافة إلى النمو السكاني والتوسع العمراني وما يصاحبه من ارتفاع في الطلب على الغذاء.

وأوضح أن الأزمات الاقتصادية المتتالية في معظم دول المنطقة أدت إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن وانخفاض قيمة العملات المحلية مقابل الأسعار العالمية، الأمر الذي أسهم في ارتفاع أسعار الغذاء وزيادة حدّة الأزمة، محذراً من أن الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الدول العربية.

وفي سياق حديثه عن الوضع في غزة، شدّد الواعر على أن الأزمة هناك تمثل "وضعاً خاصاً لا يمكن مقارنته بأي مكان في العالم"، مشيراً إلى أن نحو مليوني شخص محرومون من الوصول الآمن للغذاء بعد أكثر من عامين من الحرب التي دمّرت البنية التحتية بالكامل. 

وأكد أن غزة، التي كانت في السابق مكتفية ذاتياً وتصدر منتجات زراعية وحيوانية، تعاني اليوم من انعدام الإنتاج الزراعي كلياً، بينما تظل المساعدات الإنسانية متعثرة أو متوقفة لفترات طويلة، مشيرا إلى أن تقريراً أممياً صدر في سبتمبر أكد وجود مجاعة في غزة، ما يستدعي إجراءات فورية للتعامل مع سوء التغذية وغياب الأمن الغذائي.

وتطرّق الواعر إلى الوضع في السودان، واصفاً إياه بأنه أكبر أزمة من حيث الحجم، إذ يطال النزاع الحالي نحو 50 مليون شخص، ورغم أن السودان يملك القدرة الزراعية للإنتاج على مدار العام، إلا أن استمرار النزاعات أعاق وصول المساعدات والمدخلات الزراعية اللازمة. 

وأوضح أن الفاو كانت قد وزّعت البذور ومدخلات الإنتاج على 1.5 مليون مزارع في العام الأول للنزاع، إلا أن الوصول إلى ولايات دارفور وكردفان أصبح شبه مستحيل بسبب المعارك، فيما تم إيصال الدعم إلى المناطق الخاضعة للحكومة بدون عوائق.

وختم الواعر بالتأكيد على أن الحل في كل من غزة والسودان يبدأ بوقف إطلاق النار، ثم السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وضمان إدخال المدخلات الزراعية اللازمة لإعادة تأهيل القطاع الزراعي وتمكين السكان من إنتاج غذائهم محلياً.