أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، أن إدارته تعمل على التوصل إلى إطار ينهي الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن المقترح الذي قدمته واشنطن لكييف لا يُعد "العرض النهائي". وجاءت تصريحات ترامب قبل سلسلة محادثات مرتقبة ستجمع الولايات المتحدة مع أوكرانيا وعدد من القادة الأوروبيين، في محاولة للدفع نحو تسوية سياسية تنهي الصراع المستمر منذ أعوام.
وخلال حديثه للصحافيين، شدد ترامب على ضرورة إنهاء الحرب بقوله: "يجب أن تنتهي بطريقة أو بأخرى"، ونفى أن تكون المقترحات المطروحة هي الصيغة النهائية التي يتعين على أوكرانيا قبولها دون نقاش.
تفاصيل الخطة الأمريكية المثيرة للجدل
وكان موقع "أكسيوس" الإخباري قد كشف في وقت سابق عن بدء ترتيبات لعقد محادثات في جنيف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي لمناقشة خطة ترامب.
وتتضمن الوثيقة المقترحة نقاطًا مثيرة للجدل، أبرزها:
تنازل أوكرانيا عن مناطق واسعة تسيطر عليها روسيا.
تحديد حجم الجيش الأوكراني وتقليص قدراته العسكرية.
إجراء انتخابات خلال 100 يوم.
التراجع عن أي مسار للانضمام إلى حلف الناتو.
الاعتراف بسيطرة روسيا على القرم ولوغانسك ودونيتسك.
رفع العقوبات المفروضة على موسكو تدريجيًا.
هذه البنود أثارت انتقادات واسعة داخل أوروبا والولايات المتحدة، إذ يرى كثيرون أنها تصب في مصلحة الموقف الروسي وتضغط على كييف لقبول تنازلات كبيرة.
أوروبا: الخطة أساس قابل للنقاش لكن تحتاج تعديلات
وعلى هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين، عقد قادة أوروبا سلسلة اجتماعات طارئة لبحث الرد على مقترح ترامب. وأكد القادة الأوروبيون والغربيون أن الخطة الأمريكية تحتوي على نقاط يمكن البناء عليها، لكنها "بحاجة إلى عمل إضافي" من أجل الوصول إلى صيغة أكثر إنصافًا لأوكرانيا.
واتفق المسؤولون الأوروبيون على تشكيل فريق من مستشاري الأمن القومي في كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا (الترويكا الأوروبية)، إلى جانب وفود من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا، للاجتماع في جنيف يوم الأحد لاستكمال المناقشات. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن إيطاليا ستشارك أيضًا في هذه المحادثات.
ورغم محاولة القادة الإشادة بمساعي ترامب لإنهاء الحرب، فإن العديد من العواصم الأوروبية عبرت عن تحفظات واضحة تجاه البنود التي تتبنى المطالب الروسية بشكل مباشر.
انتقادات في مجلس الشيوخ الأمريكي
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، أصدر مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بيانًا مشتركًا هاجموا فيه النقاط الأساسية في الخطة. وضم البيان توقيعات أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بينهم جين شاهين وتوم تيليس وبيتر ويلش وكريس كونز وأنجوس كينج.
وحذّر أعضاء المجلس من أن أي خطة تؤدي إلى تقليص قدرات أوكرانيا الدفاعية أو منح موسكو تنازلات جوهرية لن تساهم في تحقيق سلام دائم، مؤكدين أن التاريخ يثبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يفهم إلا لغة القوة".
وشدد البيان على ضرورة التشاور مع أوكرانيا وحلف الناتو قبل المضي في أي مبادرة سياسية، مضيفين أن على الولايات المتحدة أن توجه ضغطًا أكبر على روسيا للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع التأكيد على أن واشنطن ستظل داعمة للحرية في وجه أي تهديدات من موسكو أو بكين.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض