أعلن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية، عن فتح مفيض توشكى اليوم بعد وصول منسوب بحيرة ناصر إلى 182 مترا، حيث يعتبر هذا المنسوب حرجًا قد يُهدد سلامة السد العالي في حال استمر ارتفاعه.
وأوضح شراقي في مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي"، أن فتح مفيض توشكى جاء بهدف حماية السد من المخاطر الناجمة عن زيادة المنسوب، إذ أن أي زيادة في المنسوب عن هذه النقطة قد تؤدي إلى مشاكل تتعلق بالسلامة والقدرة الاستيعابية للسد العالي.
وفي حديثه مع الإعلامي أحمد موسى، أكد شراقي أن مفيض توشكى يتم فتحه جزئيًا وفقًا لكمية المياه القادمة، موضحًا أن الكمية الحالية للمياه الواردة إلى السد من السودان، عبر سد النهضة والنيل الأبيض، تقدر بحوالي 350 مليون متر مكعب يوميًا. وأضاف أن مصر تصرف حوالي 150 مليون متر مكعب يوميًا، مما يترك 200 مليون متر مكعب إضافية التي تتطلب تصريفها عبر مفيض توشكى.
وأشار شراقي إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب التكدس المائي في بحيرة ناصر، مؤكداً أن سد النهضة الإثيوبي قد أسهم في زيادة كميات المياه الواردة، مما أدى إلى فتح المفيض.
وأضاف شراقي أن التخبط في إدارة سد النهضة على مدار السنوات الماضية قد تسبب في فيضانات كارثية في السودان، والتي تسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وتابع بأن مصر، وعلى الرغم من التأثيرات السلبية لإدارة سد النهضة، نجحت في تخفيف هذه الآثار من خلال عدة مشروعات مائية، مثل إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، حيث يُقدر حجم المياه المعالجة التي يتم استخدامها حاليًا بحوالي 25 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل نحو 50% من حصة مصر المائية السنوية.
وفيما يتعلق بتطوير البنية التحتية المائية في مصر، أشار شراقي إلى أن الدولة قد خصصت مبالغ ضخمة لتنفيذ مشروعات مائية مثل محطة بحر البقر، التي كلفت 50 مليار جنيه في عام 2021، وكذلك محطة الحمام التي ستغذي مشروع الدلتا الجديدة بحوالي 7.5 مليون متر مكعب يوميًا من المياه المعالجة.
كما تحدث شراقي عن قناطر ديروط الجديدة التي تُعد أحد المشاريع الهامة في مجال الموارد المائية في مصر، حيث ستخدم حوالي 10 مليون مواطن و1.6 مليون فدان، وأكد أن هذه المشروعات تؤكد قدرة مصر على مواجهة تحديات نقص المياه رغم الضغوط الناجمة عن سد النهضة الإثيوبي.
وأختتم شراقي حديثه مؤكدًا أن مصر قد اتخذت إجراءات حاسمة لضمان استدامة الموارد المائية، مشيرًا إلى أن السد العالي ومشروعات الدولة المائية الحديثة تمكن مصر من إدارة مواردها بشكل فعال وتجنب التأثيرات السلبية الناتجة عن السد الإثيوبي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض