محلل اقتصادي: تناقض بيانات الوظائف والبطالة يربك الأسواق الأمريكية ويقلّص توقعات خفض الفائدة


الجريدة العقارية الجمعة 21 نوفمبر 2025 | 05:17 مساءً
الفيدرالي الأمريكي
الفيدرالي الأمريكي
محمد فهمي

قال دانيال البنا، المحلل الاقتصادي، إن التراجع الذي شهدته مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال الأيام الأخيرة يمكن تفسيره من خلال ارتفاع التقييمات في شركات التكنولوجيا، والتي كانت المحرك الأساسي للسوق منذ فترة طويلة، قبل أن ترتفع المخاوف بشأن المبالغة في قيمتها السوقية، ما أدى إلى موجة تصحيح واضحة.

وأضاف خلال تصريحات لبرنامج "المراقب" من تقديم الإعلامية روان علي، على شاشة "القاهرة الإخبارية" ، أن هذا العامل تزامن مع صدور بيانات سوق العمل التي وصفها بأنها «متناقضة»، بعدما أعلن الاقتصاد الأميركي خلق نحو 116 ألف وظيفة في القطاع غير الزراعي رغم حالة الجمود الاقتصادي.

وأوضح البنا أن ارتفاع معدل البطالة من 4.3% إلى 4.4% يعكس حالة من عدم التوازن في سوق العمل، مشيراً إلى أن هذه الزيادة ترتبط أيضاً بالإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال فترة الإغلاق الحكومي والتي أدت إلى تسريح عدد من الموظفين وتباطؤ النشاط الاقتصادي.

وقال إن سوق العمل «ليس ضعيفاً ولكنه غير قوي»، وهو ما يجعل أداءه متقلباً ويعزز حالة عدم اليقين لدى المستثمرين والاحتياطي الفيدرالي على حد سواء.

وأضاف المحلل الاقتصادي أن هذا التناقض في البيانات جعل الأسواق تعيد تقييم توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل في ديسمبر، حيث تراجعت الاحتمالات بشكل حاد بعد صدور تقرير الوظائف.

وأوضح أن المخاوف من عودة ارتفاع التضخم، إضافة إلى غياب البيانات خلال فترة الإغلاق الحكومي، دفعت المستثمرين إلى الاعتقاد بأن الفيدرالي سيؤجّل خطوة خفض الفائدة حتى تتضح الصورة الاقتصادية بشكل أكبر.

وأكد البنا أن هذه التطورات انعكست مباشرة على الأسواق، حيث شهدت الأسهم الأميركية تراجعات ملحوظة، كما انخفض الذهب في ظل تباطؤ توقعات خفض الفائدة.

وأشار إلى أن المتعاملين في الأسواق الآن يتعاملون مع «احتمالية ضعيفة» لخفض الفائدة في ديسمبر، ما أدى إلى زيادة الضغوط على المؤشرات الأميركية وتوسيع هامش التقلب في الفترة الحالية.