ارتفاع مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة خلال أكتوبر رغم ضعف القدرة الشرائية

شهد سوق الإسكان الأمريكي خلال أكتوبر تحولاً لافتاً، حيث ارتفعت مبيعات المنازل القائمة بنسبة 1.7% على أساس سنوي، وسط تحسن طفيف في أسعار الرهن العقاري، وزيادة في متوسط الأسعار، وتراجع طفيف في حجم المعروض. ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا يزال السوق يواجه تحديات ترتبط بضعف القدرة الشرائية وامتداد فترة عرض المنازل للبيع.

تحسن طفيف في المبيعات مدفوع بانخفاض أسعار الرهن العقاري

أظهرت البيانات الصادرة عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أن مبيعات المنازل المملوكة سابقاً ارتفعت بنسبة 1.2% مقارنة بشهر سبتمبر، لتسجل 4.1 مليون وحدة سنوياً وفق المعدلات المعدلة موسمياً. ويعود هذا التحسن إلى الانخفاض المؤقت في أسعار الرهن العقاري خلال أغسطس وسبتمبر، حيث تراجع متوسط الفائدة على الرهن الثابت لمدة 30 عاماً من 6.63% في بداية أغسطس إلى 6.13% منتصف سبتمبر، قبل أن يعود للارتفاع لاحقاً إلى 6.37%.

وتشير التوقعات إلى أن هذا الزخم قد يكون قصير الأجل، وفق ما نقلته شبكة CNBC، مع احتمالية تأثر عمليات إغلاق العقود بالإجراءات الحكومية المتعلقة بالتأمين ضد الفيضانات والقروض المدعومة.

ارتفاع الأسعار للشهر الثامن والعشرين وتراجع المعروض في السوق

استمرت أسعار المنازل في الصعود، حيث بلغ متوسط سعر البيع في أكتوبر 415,200 دولار أمريكي، بزيادة قدرها 2.1% مقارنة بالعام السابق، وهو الارتفاع الثامن والعشرون على التوالي في الأسعار.

وفي مقابل ذلك، انخفض عدد المنازل المعروضة للبيع إلى 1.52 مليون وحدة، متراجعاً بنسبة 0.7% عن سبتمبر، رغم أنه لا يزال أعلى بنحو 11% على أساس سنوي.

وبحسب وتيرة المبيعات الحالية، يعادل المعروض 4.4 أشهر من الطلب، وهو مستوى لا يزال يعتبر ضعيفاً ويدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع.

فترة أطول لبقاء المنازل في السوق وتحديات القدرة على تحمل التكاليف

ارتفع متوسط مدة بقاء المنازل في السوق خلال أكتوبر إلى 34 يوماً، مقارنة بـ29 يوماً خلال الشهر نفسه من العام الماضي، مما يعكس تباطؤاً في اتخاذ قرارات الشراء بسبب التكاليف المرتفعة.

وفي تعليقها على المشهد الراهن، قالت دانييل هيل، كبيرة الاقتصاديين في Realtor.com، إن انخفاض أسعار الرهن العقاري وتراجع المنافسة الموسمية يمنح المشترين بعض الأفضلية، لكنها أكدت أن ضعف القدرة على تحمل التكاليف لا يزال عائقاً رئيسياً أمام تعافي مستويات المبيعات إلى معدلاتها التاريخية.

عودة المشترين لأول مرة… لكن الزخم يختلف بين الشرائح السعرية

سجل المشترون لأول مرة عودة قوية إلى السوق، حيث شكلوا 32% من إجمالي المبيعات، مقارنة بـ27% قبل عام. ورغم هذا التحسن، تباين الأداء بين الشرائح السعرية المختلفة بشكل واضح.

المنازل الفاخرة: قفزت مبيعات العقارات التي تتجاوز قيمتها مليون دولار بأكثر من 16% سنوياً، في مؤشر على قوة الطلب في الشرائح الأعلى دخلاً.

الشرائح المتوسطة: ارتفعت مبيعات المنازل التي تتراوح أسعارها بين 750 و1000 ألف دولار بنسبة 10%.

الشريحة الاقتصادية: لم يتجاوز النمو 1% في المنازل بين 100 و250 ألف دولار، بينما تراجعت المبيعات في العقارات الأقل من 100 ألف دولار بنسبة 3%.