في تحول لافت على خريطة التجارة العالمية، استعادت الصين موقعها كأكبر شريك تجاري لألمانيا، بعد تراجع واضح في حجم التبادل التجاري بين برلين وواشنطن إثر موجة التعريفات الجمركية التي أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها خلال الفترة الماضية، وفق أحدث بيانات رسمية صادرة عن وكالة الإحصاء الفيدرالية الألمانية.
ارتفاع محدود في حجم التجارة بين ألمانيا والصين
تشير بيانات وكالة Destatis إلى أن إجمالي حجم التجارة بين ألمانيا والصين خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 سجل زيادة طفيفة ليصل إلى نحو 186 مليار يورو (ما يعادل 215 مليار دولار).
هذا النمو المحدود كان كافيًا لإعادة بكين إلى قمة الشركاء التجاريين لأكبر اقتصاد في أوروبا.
تراجع المبادلات التجارية بين برلين وواشنطن
في المقابل، تراجع حجم التجارة بين ألمانيا والولايات المتحدة بحوالي 4% ليصل إلى أقل من 185 مليار يورو خلال الفترة نفسها، وهو تراجع يعكس التأثير المباشر للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الواردات والصادرات، ما أدى إلى قلب ترتيب الشركاء التجاريين لصالح الصين.
خلفية تاريخية للتنافس التجاري
احتلت الصين المركز الأول كشريك تجاري لألمانيا بين عامي 2016 و2023، قبل أن تتقدم الولايات المتحدة في عام 2024 نتيجة جهود برلين لتقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين.
لكن التطورات الأخيرة عكست هذا الاتجاه مجددًا، لتعود الصين إلى صدارة المشهد التجاري الألماني.
تأثير الرسوم الأمريكية على الصادرات الألمانية
أوضح كارستن برزيسكي، الخبير الاقتصادي في بنك «آي إن جي»، أن هذا التحول يعكس بوضوح تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الألمانية، خاصة في القطاعات الصناعية التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني.
وبموجب اتفاق أُبرم في يوليو الماضي، أصبحت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة تخضع لضريبة أساسية بنسبة 15%، وهي زيادة كبيرة مقارنة بما كانت عليه قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ضغوط إضافية على الاقتصاد الألماني
تُمثل هذه الرسوم عبئًا إضافيًا على الاقتصاد الألماني، الذي يواجه بالفعل تحديات تتعلق بالنمو والإنتاج والصناعة، ما يزيد من صعوبة الحفاظ على تنافسية الصادرات الألمانية في الأسواق الأمريكية.
ورغم ذلك، تظل الولايات المتحدة السوق الأكبر لصادرات ألمانيا في العديد من القطاعات الحيوية، بدءًا من السيارات مرورًا بالآلات والأجهزة الطبية وصولًا إلى الصناعات الدوائية، فيما تحافظ برلين على فائض تجاري كبير مع واشنطن.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض