استضاف اللاعب محمد صلاح، نجم كرة القدم المصري، السير مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، في لقاء نادر تناول فيه الاثنان مسيرة حياتهما المهنية منذ الطفولة، والصعوبات التي واجهاها حتى الوصول للعالمية، إلى جانب رؤيتهما للنجاح والخدمة الإنسانية.
بدأ الحوار بصيغة ودية وحميمية، حيث قال صلاح: «هنبدأ الأسئلة، بس قبل ما أبدأ الأسئلة حابب أقولك مبسوط أوي إني قاعد معاك، حاجة أنا هبقى دايمًا فخور بيها في حياتي كلها». وسأل مجدي يعقوب عن بدايته في مشوار الطب، فأوضح يعقوب: «هي حكاية طويلة، والدي كان طبيب وكنت معجب باللي بيعمله. بعدها توفيت عمتي من حمى روماتيزمية، وكانت صغيرة، وكان ممكن إنقاذها بعملية قلب. عندها قررت أن أكون جراح قلب، رغم أن والدي قال لي: عمرك ما هتبقى جراح قلب. قلت له طيب، مين اللي بيعمل؟ قال لي في إنجلترا واحد اسمه مستر بروك، وهو بقى اسمه لورد بروك بعدين، وبدأوا يعملوا العملية. فقررت أشتغل جامد وأروح أتعلم منه، والحمد لله حققت ده، ومشيت في كل المشوار ده».
وأشار مجدي يعقوب إلى أنه أجرى ما يقارب 30 ألف عملية قلب، لكنه شدد على أن الأبحاث العلمية لا تقل أهمية عن العمليات الجراحية، مؤكدًا: «بحث واحد قد يغيّر حياة ملايين البشر… وما زلنا نكتشف الجديد كل يوم». وأضاف: «المثابرة هي الرسالة التي كنت سأوجهها لنفسي لو عاد بي الزمن… قالوا لي: مفيش جديد في أمراض القلب، كل شيء اكتُشف… لكن كنت مؤمن بالطريق».
من جانبه، تحدث محمد صلاح عن بداياته في كرة القدم، موضحًا: «كنت بلعب في شوارع قريتي نجريج بالغربية، كل اللي نفسي فيه ألعب كورة مع صحابي، ومش فارق معايا النادي أو المكان. وبعد ما بدأت أحس إن ممكن ألعب في الفريق الأول، بدأ حلمي يتجدد لألعب في أوروبا، وأن أكون قدوة للأطفال اللي يقدروا يحلموا مثلي».
وعن التحديات التي واجهها خلال الصغر، أضاف صلاح: «لو مدرب زعق لي كنت أدخل أوضة اللبس عشان ما أردش عليه… كنت خايف أخسر مكاني. ولو لعيبة ضحكت علي أو قالت لي فلاح، كنت داخل الحمام وأعيط… كل اللي فارق معايا إن أوصل لهدفي».
واستعرض مجدي يعقوب تأثير القدوة في حياته: «كنت ببص على الناس اللي أحبها وأتمنى أكون زيهم. والدي كان قدوة، ولورد بروك، وعالم زراعة الأعضاء بيتر مدور، الذي اكتشف زراعة الأعضاء وحاز على جائزة نوبل. كانوا جميعًا متواضعين ويحبون الناس، وكانوا مصدر إلهام لي». وفي المقابل، كشف صلاح عن دور والده في دعمه ماليًا ومعنويًا: «والدي الوحيد اللي صدق فيا وقتها. كان يصرف عشان أسافر كل يوم للقاهرة، وأنا مدين له بكل ما وصلت له».
كما تناول الحوار مفهوم النجاح، حيث شدد يعقوب على أن النجاح الحقيقي ليس في الشهرة، بل في الرضا الذاتي: «النجاح مش إنك تبقى مشهور… النجاح إنك قبل ما تموت تقول لنفسك: أنا عملت الصح». وأوضح أن المثابرة والإيمان بالهدف هما مفتاح النجاح، رغم الأصوات التي حاولت ثنيه عن حلمه، مضيفًا: «كلمة persistence، الصبر، توصل لحاجة أنت مؤمن بيها».
ومن جهته، حدد صلاح مقياسين للنجاح: «على المستوى الشخصي، إن الشخص مبسوط في حياته وعائلته بخير. وعلى المستوى المهني، إنك تصحى من النوم عشان تعمل حاجة تحبها وتنبسط بيها… مش شرط تحقق كل شيء، المهم إنك تكون مبسوط بما تعمل».
كما تحدثا عن الصعوبات التي واجهاها خارج وطنهما؛ صلاح أشار إلى الاختلاف في الثقافة واللغة خلال لعبه في أوروبا: «مش فاهم اللغة، مش فاهم الثقافة، مش فاهم الناس بيتعاملوا إزاي. كنت لازم أبدأ أتكلم لغتهم وأفهم طريقة تفكيرهم». بينما شرح يعقوب مواجهة مقاومة المؤسسات الكبيرة للتغيير في المجال الطبي، وضرورة الجمع بين العمل والرسالة الإنسانية: «اشتغلت في مستشفيات مشهورة، لكن ما كنتش قادر أغير أي شيء… حتى الوزارة قالت لي ارجع وسط البلد. رفضت وقلت أشتغل مع الناس اللي بحبهم، والمرضى يحبوني».
كما شدد الحوار على مفهوم خدمة المجتمع، حيث قال صلاح: «دورك يصبح رسالة للأجيال الجديدة، إنهم يقدروا يحققوا أحلامهم، مش بس في الكرة، في كل المجالات». بينما شدد يعقوب: «الطب رسالة، عندما ترى الأطفال يعودون للحياة بعد عمليات صعبة، تشعر أن رسالتك وصلت… مش مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية».
واختتم اللقاء بتبادل مشاعر الفخر والإعجاب المتبادلة، حيث أكد صلاح: «أنا مبسوط جدًا إن أنا قاعد معاك، من قلبي مبسوط أوي»، في حين أشار يعقوب إلى تقديره لمسيرة صلاح وإنجازاته وتأثيره الإيجابي على الأجيال القادمة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض