خبير: إمدادات روسيا النفطية قد تهتز.. والأسعار مرشحة للارتفاع

قال الدكتور خورخي ليون، خبير الطاقة، إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة على مستودعات النفط الروسية — ومن بينها منشآت تؤثر على صادرات النفط إلى كازاخستان — تُعد مؤشرًا واضحًا على تنامي التأثير العسكري الأوكراني على سلاسل الإمداد الروسية، مما يضيف مستوى جديدًا من المخاطر الجيوسياسية التي قد تنعكس على اتجاهات الأسعار في السوق العالمية.

وأكد ليون، خلال لقائه في برنامج طاقة بلس على قناة الشرق بلومبرج، أن العالم بدأ يتعامل بواقعية أكبر مع تحديات أسواق الطاقة، مشيرًا إلى أن الطلب سيرتفع بصورة قوية خلال المرحلة المقبلة نتيجة النمو المتسارع لمراكز البيانات والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الاستثمار في جميع أنواع الطاقة—including النفط والغاز—ضرورة حتمية.

وأشار إلى أن السعودية كانت من أوائل الدول التي حذرت من “السيناريوهات الخيالية” المتعلقة بالانتقال الطاقي، وأن العالم الآن يعود تدريجيًا إلى قراءة أكثر واقعية لاحتياجات السوق.

التحفيزات الضريبية في أمريكا لن تغيّر معادلة السوق

وحول التقارير التي تتحدث عن قدرة شركات النفط الأمريكية على زيادة الإنتاج حتى في ظل انخفاض الأسعار، أوضح ليون أن حصول تلك الشركات على تحفيزات ضريبية جديدة قد ينتج عنه زيادة هامشية في الإنتاج، إلا أن العوامل الجيولوجية — وعلى رأسها نضوب العديد من الآبار التي يُنتج منها منذ أكثر من 15 عامًا — ستظل العامل الحاسم في الحدّ من مستويات الإنتاج.

وأكد أن أي زيادات محتملة ستكون محدودة التأثير على سوق النفط العالمي، خصوصًا في ظل وجود فائض بالمعروض، قائلاً: “لن تغيّر هذه الزيادات معادلة الأسعار في الأجل القريب، وحتى مع التحفيزات الضريبية الأكبر، سيبقى التأثير هامشيًا.”

التحول الطاقي… وتصحيح السردية

وأوضح ليون أن السياسات السابقة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن—التي دعمت بقوة الانتقال الطاقي—خلقت “سردية غير واقعية” حول سرعة وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة. لكن مع وصول إدارة ترامب، عادت الولايات المتحدة للاهتمام مجددًا بـ زيادة إنتاج النفط الصخري في إطار سياسة “Drill Baby Drill”، وهو ما ينسجم مع رؤية أكثر واقعية لأهمية النفط والغاز في المرحلة الحالية.

سيناريوهات الأسعار… ونقص الاستثمارات العالمي

وفي ما يتعلق بتوقعات الأسعار، قال ليون إن سيناريو وصول أسعار النفط إلى 95 دولارًا للبرميل يظل محتملًا في حال لم تتمكن الاستثمارات من اللحاق بالطلب المتزايد حتى بلوغ ذروته خلال السنوات المقبلة.

وأضاف أن مشاريع النفط والغاز تتطلب استثمارات ضخمة وعقودًا زمنية طويلة قبل الوصول للإنتاج، مشيرًا إلى أن معظم الشركات العالمية—باستثناء عمالقة كأرامكو السعودية وأدنوك—لا تمتلك القدرة على التوسع السريع.

وأكد أن هناك نقصًا عالميًا واضحًا في الاستثمارات، وهو ما حذّر منه الأمين العام لأوبك سابقًا، إذ تحتاج السوق إلى دفعات جديدة وكبيرة من الاستثمارات لتجنب فجوة في الإمدادات خلال السنوات المقبلة.