خبير: الطموحات المثالية للطاقة النظيفة لم تتحقق.. والعالم يتجه لـ “واقعية الطاقة”


الجريدة العقارية الجمعة 14 نوفمبر 2025 | 07:52 مساءً
النفط
النفط
محمد فهمي

أكد نيل أتكينسون، خبير الطاقة، أن التحول الذي أظهرته الوكالة في أحدث تقاريرها يُعد اعترافًا صريحًا بأن الطموحات المثالية للطاقة النظيفة لم تتحقق، وأن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة يمكن وصفها بـ “واقعية الطاقة”، حيث يستمر الاعتماد الكبير على النفط والغاز والفحم حتى عام 2050.

ضغوط سياسية وتغير اتجاه الأبحاث

وأوضح أتكينسون في مداخلة مع سكاي نيوز، أن الوكالة تعرضت لضغوط من بعض الدول الأعضاء، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لدفعها نحو إعادة توجيه منهجية أبحاثها بحيث تعكس الواقع الفعلي لأسواق النفط بدلًا من التركيز على طموحات صانعي السياسات.

وأشار إلى أن الوكالة نفسها أقرت هذا الأسبوع بأن التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة لم يحقق النتائج المأمولة رغم الالتزامات المعلنة في اجتماعات المناخ واتفاقية باريس.

الطاقة النظيفة غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية

ولفت أتكينسون إلى أن التقدم في السيارات الكهربائية في الصين أو نمو قدرات الطاقة المتجددة لا يكفي لتغيير المشهد الطاقوي عالميًا، قائلاً: "إذا لم تحدث تغييرات جذرية خلال السنوات المقبلة، فسنظل نستهلك كميات كبيرة من النفط والغاز والفحم حتى 2050، وهذا هو الواقع".

ارتفاع الطلب على النفط… والتحدي الأكبر: من يلبّي هذا الطلب؟

وأشار أتكينسون إلى أن الطلب العالمي قد يبلغ 113 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، في ظل زيادة متواصلة في الإنتاج من دول مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والأرجنتين.

وشدد على أن تلبية هذا الطلب يتطلب استثمارات هائلة تقدّر بمليارات الدولارات ليس فقط لزيادة الإنتاج، بل أيضًا لتعويض تراجع إنتاج الحقول القديمة.

وأضاف: "جزء كبير من الإمدادات المستقبلية سيأتي من الشرق الأوسط، فيما قد يعود نفط دول خاضعة للعقوبات —مثل إيران وروسيا وفنزويلا— إلى السوق وفق التطورات السياسية."

هل يلوح نقص في الإمدادات؟

وحول احتمال حدوث أزمة إمدادات مستقبلية بسبب انخفاض الاستثمارات الحالية، قال أتكينسون إن التوقعات البعيدة المدى للسعر ليست دقيقة، لكن الصورة الأقرب تظهر وفرة معقولة في المعروض خلال السنتين أو الثلاث المقبلة، مع زيادة الإنتاج من عدة دول.

كما أشار إلى تعقيد إضافي يتعلق بكميات كبيرة من النفط الموجودة على متن سفن تعود لدول خاضعة للعقوبات، مؤكدًا أن عدم وضوح مصير هذه الشحنات يزيد الغموض حول مستويات المعروض.

الوكالة: السوق يشهد فائضًا واضحًا

واختتم أتكينسون بالإشارة إلى أن وكالة الطاقة الدولية تؤكد وجود فائض في سوق النفط حاليًا، وأن حجم هذا الفائض سيتضح بشكل أكبر في الفترة المقبلة.