قال جون هاريسون، خبير النفط، إن هناك مجالًا واسعًا لتحسين العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والهند، مشيرًا إلى أن التعريفات الجمركية الأمريكية المرتفعة على السلع الهندية كانت من أبرز عوامل الضغط على الصادرات الهندية خلال الفترة الماضية.
وأضاف هاريسون، في مقابلة مع قناة الشرق بلومبرج، أن أحد الملفات الحساسة بين الجانبين يتعلق بمشتريات الهند من النفط الروسي، مؤكدًا أن نيودلهي بدأت بالفعل بتقليص تدريجي لاعتمادها على الخام الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يخفف حدة التوتر بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح أن الهند استفادت من شراء النفط الروسي بأسعار منخفضة، وأن مصافيها قادرة على إعادة تصديره بعد معالجته، ما يجعل التحول بعيدًا عنه خطوة تدريجية وليست فورية. لكنه أشار إلى أنه مع تقدم هذا التحول، قد يقدم ترامب على خفض التعريفات بنسبة 50%، الأمر الذي سيساهم في تعزيز تنافسية الصادرات الهندية.
التأثير على أسواق الطاقة
وفيما يتعلق بانعكاسات تقليص واردات النفط الروسي على قطاع الطاقة الأمريكي، قال هاريسون إنه من المحتمل أن تقوم الهند بشراء مزيد من الطاقة الأمريكية ضمن أي صفقة مستقبلية مع واشنطن، لكنه لفت إلى أن تأثير ذلك على أسعار النفط العالمية سيظل محدودًا، نظرًا لبقاء الصين مشترٍ رئيسي للنفط الروسي، ما يعني أن الخام الروسي سيستمر في إيجاد طريقه إلى الأسواق العالمية.
وأكد أن الاقتصاد الهندي أظهر مرونة لافتة رغم التعريفات الأمريكية، حيث تمكنت الهند من إعادة توجيه صادراتها نحو أسواق بديلة، ما عزز قدرتها على مواجهة الضغوط التجارية وتحقيق نمو في الصادرات خلال الشهر الماضي.
النفط مقابل السلاح… قراءة سياسية واقتصادية
وحول الحديث عن مبادلة “النفط مقابل السلاح” كمدخل لتعزيز العلاقات، رأى هاريسون أن الصفقة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية، لكنها تأتي ضمن إطار أوسع من العلاقات الاستراتيجية المتجذرة بين واشنطن ونيودلهي.
وقال إن الهند تبقى شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في آسيا، وإن هذه الشراكة ستستمر بغضّ النظر عن الخلافات التجارية الحالية، مشددًا على أن أي توترات مرتبطة بالتعريفات الجمركية لا تمثل تغييرًا بنيويًا في العلاقة، بل “عقبة قصيرة المدى” ضمن علاقة طويلة الأمد.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض