سباق عمالقة التكنولوجيا للهيمنة على التسوّق بالذكاء الاصطناعي

تتصارع كبرى شركات التكنولوجيا مثل جوجل وأمازون وأوبن إيه آي لتطوير أدوات تسوّق مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بهدف السيطرة على أحد أكثر الأنشطة اليومية انتشاراً على الإنترنت وهو الشراء الإلكتروني.

شات جي بي تي يدخل عالم التسوّق

بدأت أوبن إيه آي تنفيذ خططها فعلياً، إذ بات بإمكان المستخدمين في الولايات المتحدة شراء منتجات من منصة Etsy مباشرة عبر ChatGPT منذ سبتمبر الماضي، كما عقدت الشركة شراكة مشابهة مع وولمارت في أكتوبر.

ابتكارات جديدة من الشركات المنافسة

في المقابل، أطلقت شركة Perplexity متصفحاً ذكياً باسم Comet يتيح للوكلاء الآليين تنفيذ عمليات شراء من أمازون، ما دفع الأخيرة لإرسال إنذار قانوني بوقف الخدمة.

أما جوجل، فأعلنت عن ميزات جديدة تسمح لوكيلها الذكي بالتواصل مع المتاجر المحلية للتحقق من الأسعار وتوافر المنتجات، بالإضافة إلى خاصية الشراء التلقائي عند انخفاض الأسعار.

أمازون تراهن على مساعدها "روفوس"

تعتمد أمازون على مساعدها الذكي Rufus داخل تطبيقها، والذي يقدّم توصيات مخصصة ويجيب عن استفسارات المستخدمين.

ووفقاً للرئيس التنفيذي آندي جاسي، ارتفعت التفاعلات مع "روفوس" بنسبة 210%، والمستخدمون الذين يستخدمونه أكثر ميلاً بنسبة 60% لإتمام عمليات الشراء.

توقعات بنمو مبيعات الذكاء الاصطناعي

بحسب بيانات سيلزفورس، من المتوقع أن تصل قيمة المبيعات عبر الذكاء الاصطناعي إلى 73 مليار دولار بين "الجمعة السوداء" و"سايبر مانداي"، أي ما يمثل 22% من إجمالي المبيعات الإلكترونية، كما ارتفعت حركة الزيارات من المساعدين الذكيين بنسبة 119% خلال النصف الأول من 2025.

سباق نحو قيادة الإنترنت الجديد

يرى خبراء التكنولوجيا أن التسوّق المدعوم بالذكاء الاصطناعي يمثل الثورة الرقمية المقبلة، تماماً كما فعل الإنترنت والهواتف الذكية سابقاً.

ويقول براد جاشينسكي من مؤسسة غارتنر: "كل قفزة تكنولوجية كبرى تخلق فرصة للشركات الجديدة لتحدي العمالقة".

لكن حتى الآن، لا يزال التفوق بيد الشركات الكبرى، إذ أظهر استطلاع لمركز بيو أن 66% من الأمريكيين لم يستخدموا شات جي بي تي بعد، ما يعني أن السباق لا يزال في بدايته.