ارتفاع أسعار النفط بعد خسائر حادة وسط ترقب عقوبات أمريكية على «لوك أويل»


الجريدة العقارية الخميس 13 نوفمبر 2025 | 05:02 مساءً
أسعار النفط العالمية
أسعار النفط العالمية
محمد شوشة

ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، لتتوقف عند خسائرها الكبيرة التي تكبدتها في الجلسة السابقة، وسط موازنة المستثمرين بين المخاوف من فائض المعروض العالمي وتداعيات العقوبات الأمريكية المرتقبة على شركة «لوك أويل» الروسية.

أسعار النفط العالمية

صعدت العقود الآجلة لخام برنت 64 سنتًا، أي ما يعادل 1%، لتصل إلى 63.35 دولارًا للبرميل، بعد أن انخفضت بنسبة 3.8% في الجلسة السابقة، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتًا، أو ما يعادل 1.1%، ليصل إلى 59.12 دولارًا للبرميل، بعدما هبط بنسبة 4.2% يوم أمس الأربعاء.

وقال سوفرو ساركار، رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك «دي بي إس»، إن أسعار النفط من المتوقع أن تحظى بدعم قوي عند مستوى 60 دولارًا للبرميل، خاصة في ظل احتمالية حدوث اضطرابات قصيرة الأجل في تدفقات الصادرات الروسية بمجرد تنفيذ العقوبات الجديدة.

وتأتي هذه العقوبات ضمن جهود الولايات المتحدة لدفع الكرملين إلى استئناف محادثات السلام بشأن أوكرانيا، وتشمل حظر أي تعاملات مع شركة «لوك أويل» بعد 21 نوفمبر الجاري.

في الوقت نفسه، يواصل المستثمرون مراقبة تطورات المعروض العالمي من الخام وسط مؤشرات على تزايد الإمدادات.

مخزونات الخام الأمريكية

وفقًا لمصادر بالسوق، ارتفعت مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 1.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في السابع من نوفمبر، استنادًا إلى بيانات من معهد البترول الأمريكي، على أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الرسمي لاحقًا اليوم.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك «يو بي إس»، إن البيانات الأولية أظهرت زيادة في مخزونات النفط عبر مواقع رئيسية في أوروبا وسنغافورة والفجيرة والولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت بأكثر من دولارين للبرميل في جلسة الأربعاء، بعدما أفادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري بأن إمدادات النفط العالمية ستتجاوز الطلب قليلاً في عام 2026، في تحول واضح عن توقعاتها السابقة التي أشارت إلى وجود عجز في السوق.

وقال سوفرو ساركار من «دي بي إس» تعليقًا على ذلك: «يبدو أن ضعف الأسعار الأخير جاء نتيجة لمراجعة أوبك لتوازن العرض والطلب في عام 2026، وهو ما يشير إلى أن المنظمة باتت تعترف بإمكانية حدوث فائض في المعروض، بخلاف موقفها المتفائل سابقًا».

وأضاف تقرير «أوبك» أن الفائض المتوقع يعود إلى زيادات أوسع في الإنتاج من جانب أعضاء «أوبك+» الذين يضمون دول أوبك وحلفاء مثل روسيا، وهو ما يعزز من احتمالات زيادة الإمدادات في العام المقبل.

المعروض العالمي من النفط

في المقابل، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو المعروض العالمي من النفط خلال العامين الحالي والمقبل، مشيرة في تقريرها الشهري الصادر اليوم الخميس إلى أن السوق قد تواجه فائضًا أكبر بحلول عام 2026.

كما قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها عن توقعات الطاقة قصيرة الأجل، الصادر الأربعاء، إن إنتاج النفط الأمريكي مرشح لتحقيق مستوى قياسي جديد هذا العام أعلى من التقديرات السابقة. 

وأضافت أن مخزونات النفط العالمية ستواصل الارتفاع حتى عام 2026، مع تسارع وتيرة الإنتاج مقارنة بنمو الطلب على الوقود البترولي، وهو ما يزيد من الضغوط على أسعار الخام عالميًا.

وبينما يراقب المتعاملون عن كثب تأثير العقوبات الغربية على الإمدادات الروسية، تظل التوقعات حول توازن السوق خلال العامين المقبلين محورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسعار، وسط مخاوف متزايدة من تخمة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.