النفط يهبط بأكثر من 1% وسط وفرة المعروض رغم آمال انتعاش الطلب بعد إعادة فتح الحكومة الأمريكية

انخفضت أسعار النفط العالمية، اليوم الأربعاء، بأكثر من واحد بالمئة تحت ضغط من فائض المعروض في الأسواق، رغم توقعات بأن إعادة فتح الحكومة الأمريكية بعد أطول إغلاق في تاريخها قد تسهم في تعزيز الطلب على الخام.

أسعار النفط العالمية

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 88 سنتًا، أي بنسبة 1.35%، لتصل إلى 64.28 دولارًا للبرميل، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.7% في جلسة الثلاثاء، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 87 سنتًا، أو ما يعادل 1.43%، ليسجل 60.17 دولارًا للبرميل، بعد أن صعد بنسبة 1.5% في الجلسة السابقة.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في بنك "ساكسو"، إن خامي برنت وغرب تكساس لا يزالان عالقين ضمن نطاقات ضيقة، حيث يهيمن التداول المضاربي قصير الأجل على نشاط السوق.

وأشار محللون إلى أن فائض المعروض من النفط الخام يحد من مكاسب الأسعار، رغم قرارات منظمة أوبك+ الأخيرة بتعليق زيادة الإنتاج مؤقتًا خلال الربع الأول من العام المقبل، بعد أن خففت المجموعة من تخفيضاتها السابقة منذ أغسطس الماضي.

إعادة فتح الحكومة الأمريكية

أضاف توني سيكامور، محلل السوق في شركة "آي جي"، أن إعادة فتح الحكومة الأمريكية يمكن أن تعزز ثقة المستهلكين والنشاط الاقتصادي، مما قد يدعم الطلب على النفط الخام في الأجل القريب.

ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في وقت لاحق من اليوم الأربعاء على مشروع قانون سبق أن وافق عليه مجلس الشيوخ، يقضي بإعادة تمويل الوكالات الحكومية حتى 30 يناير المقبل.

وقال هانسن من بنك "ساكسو": "رغم أن التوقعات الطويلة الأجل للطلب على النفط تظل قوية، فإن التوقعات القصيرة الأجل تشير إلى استمرار وفرة المعروض، وهو ما يحد من فرص ارتفاع الأسعار في الوقت الحالي".

وفي سياق متصل، توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي لتوقعات الطاقة العالمية الصادر اليوم الأربعاء أن يستمر الطلب على النفط والغاز في النمو حتى عام 2050، في تحول عن توقعاتها السابقة التي رجحت بلوغ ذروة الطلب خلال العقد الحالي، حيث تبنت الوكالة نهجًا جديدًا يأخذ في الاعتبار السياسات الفعلية فقط دون الاعتماد على تعهدات المناخ.

كما أشار تقرير آخر صادر عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفائهما، إلى أن إمدادات النفط العالمية ستعادل الطلب في العام المقبل، بفضل زيادات إنتاج أوسع نطاقًا داخل مجموعة أوبك+، وهو ما يمثل تحولًا عن توقعاتها السابقة التي رجحت وجود عجز في الإمدادات بحلول عام 2026.

ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق اليوم توقعاتها الشهرية حول أسواق النفط، والتي ينتظرها المستثمرون لتقييم اتجاهات الإنتاج والاستهلاك في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.