شهد الدولار الأمريكي تراجعاً ملحوظاً أمام كلٍّ من اليورو والين اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر، بعد صدور بيانات أظهرت تدهوراً في سوق العمل الأمريكية، ما أثار قلق المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
بيانات مؤسسة ADP تكشف ضعف التوظيف في القطاع الخاص
أعلنت مؤسسة ADP للأبحاث أن تقديراتها الأولية تشير إلى أن أصحاب العمل في القطاع الخاص الأمريكي قلصوا نحو 11,250 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 25 أكتوبر، في إشارة إلى تباطؤ في النشاط الاقتصادي.
ويرى محللون أن هذه الأرقام تمثل إشارة مقلقة بشأن أداء سوق العمل الأمريكي، التي تعد أحد أهم الركائز الداعمة للاقتصاد، خصوصاً في وقت تتزايد فيه التوقعات بحدوث تباطؤ مع اقتراب نهاية العام.
الإغلاق الحكومي يفاقم الضبابية الاقتصادية
يأتي هذا التراجع في مؤشرات التوظيف بالتزامن مع انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، والذي تسبب في شلل جزئي لعدد من المؤسسات الفيدرالية وتعطيل صدور بيانات اقتصادية مهمة.
وقال مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في شركة بانوكبيرن كابيتال ماركتس في نيويورك: "عندما تُغلق الحكومة أبوابها، تتوقف البيانات. ومع إعادة فتحها، أعتقد أن مزيداً من مواطن الضعف ستظهر".
وأضاف أن عودة تدفق البيانات الاقتصادية بعد الإغلاق قد تكشف عن نقاط ضعف إضافية في قطاعات الاقتصاد المختلفة، ما قد يضغط أكثر على الدولار الأمريكي في المدى القريب.
مجلس الشيوخ يصادق على اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد صادق، أمس الاثنين، على تسوية تنهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد، ما أنهى حالة من الجمود السياسي استمرت لأسابيع وأثرت على ملايين الأمريكيين.
وأدت الأزمة إلى تعطيل صرف المساعدات الغذائية وتأخير رواتب مئات آلاف الموظفين الفيدراليين، فضلاً عن إرباك حركة الطيران في عدد من الولايات.
ومن المنتظر أن ينتقل الاتفاق إلى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث أعلن رئيس المجلس مايك جونسون أنه يعتزم عرض الاتفاق للمصادقة يوم الأربعاء، قبل رفعه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوقيع عليه ليصبح قانوناً نافذاً.
تأثيرات متباينة على العملة الأمريكية
خلال الأسابيع الماضية، كان الدولار قد شهد ارتفاعاً طفيفاً مدعوماً بتوقعات الأسواق بخفض محدود لأسعار الفائدة، مع تفاؤل نسبي حيال استمرار النمو الاقتصادي الأمريكي.
لكن مع ظهور مؤشرات ضعف في سوق العمل وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد، عاد الضغط مجدداً على العملة الخضراء.
وقال خبراء اقتصاديون إن عددًا من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي باتوا أكثر تحفظاً بشأن خفض أسعار الفائدة بشكل مفرط، في ظل استمرار المخاوف من تصاعد معدلات التضخم.
حركة الأسواق اليوم
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.32% ليصل إلى 99.32 نقطة.
في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.38% ليبلغ 1.16 دولار، كما صعد الين الياباني بشكل طفيف وسط إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.
ويترقب المستثمرون حالياً بيانات اقتصادية جديدة من واشنطن خلال الأيام المقبلة، لتحديد مدى عمق تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية للفدرالي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض