أزمة الإغلاق الحكومي تهدد الملاحة الجوية الأمريكية بتخفيض 20% من الرحلات


الجريدة العقارية السبت 08 نوفمبر 2025 | 10:05 صباحاً
أزمة الإغلاق الحكومي تهدد الملاحة الجوية الأمريكية بتخفيض 20% من الرحلات
أزمة الإغلاق الحكومي تهدد الملاحة الجوية الأمريكية بتخفيض 20% من الرحلات
وكالات

حذّر وزير النقل الأمريكي شون دافي من احتمال اتخاذ قرار حاسم يجبر شركات الطيران على تخفيض ما يصل إلى 20% من رحلاتها إذا لم يتم إنهاء الإغلاق الحكومي المستمر، في وقت بدأت فيه شركات الطيران فعلياً بتطبيق تخفيضات إلزامية غير مسبوقة فرضتها الحكومة.

فقد أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية تعليمات رسمية بتقليص نحو 4% من الرحلات يوم الجمعة في 40 مطاراً رئيسياً، على أن ترتفع نسبة التخفيض تدريجياً لتصل إلى 10% بحلول 14 نوفمبر المقبل، ما يعكس حجم الأزمة التي تهدد قطاع النقل الجوي الأمريكي في واحدة من أكثر فترات العام ازدحاماً.

تأخيرات بالجملة في عشرات المطارات الأمريكية

تفاقمت الأزمة يوم الجمعة مع غياب عدد كبير من مراقبي الحركة الجوية، الأمر الذي أجبر إدارة الطيران الفيدرالية على تأخير مئات الرحلات في عشر مطارات كبرى تشمل أتلانتا، سان فرانسيسكو، هيوستن، فينيكس، واشنطن العاصمة، ونيوارك.

وبحسب موقع FlightAware المتخصص في تتبع الرحلات الجوية، سُجل أكثر من 5300 تأخير بحلول الساعة 7:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (11:30 بتوقيت غرينتش)، في مشهد يعكس حجم الضغط على منظومة الملاحة الجوية الوطنية.

وفي مطار ريغان واشنطن الوطني، بلغ متوسط التأخير نحو أربع ساعات، فيما تم إلغاء 17% من الرحلات وتأخير قرابة 40% من إجمالي الرحلات المجدولة، نتيجة الإغلاق الحكومي الذي أجبر آلاف العاملين على العمل دون أجر.

الإغلاق الحكومي يشل الحركة الجوية ويضغط على الموظفين

الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه السادس أدى إلى تفاقم الأزمة داخل المطارات الأمريكية، إذ وُضع نحو 13 ألف مراقب جوي و50 ألف فاحص أمني في موقف صعب بعد إجبارهم على العمل دون رواتب، الأمر الذي زاد من حالات الغياب والتسرب الوظيفي.

ووفق تقارير داخلية، أُبلغ عدد من المراقبين الجويين بأنهم لن يتقاضوا رواتبهم للأسبوع الثاني على التوالي، ما أثار موجة غضب واسعة داخل القطاع، ودفع وزارة النقل إلى التحذير من توسيع نطاق تخفيض الرحلات إلى 20% إذا استمر الوضع على حاله.

تصاعد المواجهة السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين

في خلفية المشهد، تسعى إدارة ترامب إلى زيادة الضغط على الديمقراطيين في الكونغرس لإقرار خطة تمويل الحكومة الفيدرالية، معتبرة أن الأزمة ستجبرهم على تقديم تنازلات.

بينما يرى الديمقراطيون أن الجمهوريين هم المسؤولون المباشرون عن الإغلاق نتيجة رفضهم التفاوض بشأن تمديد دعم التأمين الصحي، ما فاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في آن واحد.

تحذيرات من تفاقم التأثير على المسافرين

قال وزير النقل الأمريكي شون دافي للصحفيين: "نقيّم البيانات يومياً، وإذا ساءت الأوضاع وتزايدت حالات التغيب بين المراقبين، فقد نضطر إلى طلب تخفيضات تصل إلى 20% في حركة النقل الجوي."

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية، بدأت التخفيضات الفعلية منذ السادسة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (11:00 بتوقيت غرينتش)، وشملت نحو 700 رحلة جوية تديرها أكبر أربع شركات طيران أمريكية هي: أمريكان إيرلاينز، دلتا، ساوث ويست، ويونايتد، على أن ترتفع النسبة إلى 6% يوم الثلاثاء ثم 10% في منتصف نوفمبر إذا لم تُحل الأزمة.

انتقادات سياسية وتحذيرات اقتصادية

نشرت حاكمة نيويورك كاثي هوشول صورة للوحة رحلات مليئة بالإلغاءات، وعلّقت قائلة إن "إغلاق الحزب الجمهوري أوقف حركة الطيران في وقت عطلات الأمريكيين"، في إشارة إلى تحميل الجمهوريين مسؤولية الشلل الذي أصاب المطارات.

من جانبه، قال روبرت إيسوم، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأمريكية، إن الشركة لا تتوقع في الوقت الحالي تأثيراً كبيراً على العملاء، لكنه أقر بأن الإلغاءات قد تتفاقم إذا طال أمد الإغلاق. وأضاف: "كلما طال هذا الوضع، ازدادت صعوبة الحفاظ على جدول الرحلات، وهذا أمر سيشكل مشكلة حقيقية قريباً."