حوّل البحث عن وظيفة إلى منصة غيرت حياة آلاف الشباب.. من هو أحمد الشامسي؟


الجريدة العقارية الاربعاء 05 نوفمبر 2025 | 01:50 مساءً
وكالات

برز اسم الإماراتي أحمد الظريف الشامسي كأحد العقول الشابة التي أعادت صياغة مفهوم السيرة الذاتية ومسارات البحث عن العمل التي يراها كثيرون صعبة وشاقة، وذلك في وقت تتوسع متطلبات سوق العمل وتتعسر فيه طرق التوظيف.

من هو الإماراتي أحمد الشامسي؟

انطلقت فكرة الشامسي الجديدة تحديداً من العاصمة أبوظبي، وتكمن في ابتكار وتأسيس منصة «تابيو» التي لا تكتفي بإلغاء السيرة الذاتية التقليدية، بل تستبدلها بسيرة ذكية، تتيح للباحثين الشباب عن عمل الظهور المهني الاحترافي، كما تمنح جهات العمل وصولاً مباشراً إلى الكفاءات المناسبة عبر حل رقمي مبتكر، فيما تلخص رؤية الشامسي مع هذا الابتكار الجديد كيف يمكن للشباب أن يحولوا التحديات إلى فرص، وأن يواكبوا الثورة الرقمية بذكاء وإصرار، وذلك بعد اهتمامه باستثمار شهاداته الجامعية وخبرته المهنية الطويلة في مجال الموارد البشرية للانتقال من الوظيفة إلى تجربة صانع المحتوى المهني المؤثر، وصولاً إلى مؤسس منصة «تابيو»، التي أثبت من خلالها الشامسي أن الابتكار الحقيقي يبدأ من التجربة الشخصية، وأن الإيمان بالفكرة كفيل بتحويلها إلى مشروع يحدث فارقاً في حياة الآلاف.

رحلة شغف

يقول الشامسي عند دراسته الأكاديمية في الولايات المتحدة، وشغفه بالبحث عن الطرق الجديدة للتواصل مع أسواق العمل، قائلاً: «ما زلت أتذكر أحد الفصول التي درسنا فيها منصة (لينكد إن) وكيفية استخدامها باحترافية كباحث عن عمل. من هنا بدأت رحلتي كصانع محتوى مهني بعد أن لمست حجم الفجوة بين الباحثين عن الفرص وطبيعة الأنظمة الحديثة التي تعتمدها الشركات في التوظيف»، وأضاف: «بعد عودتي إلى الإمارات وتخصصي في مجال الموارد البشرية التطويرية المنضوية تحت كلية التكنولوجيا، عملت لأكثر من 11 عاماً في مجال الموارد البشرية بين الحكومة والقطاع الخاص».

لم يبدأ الشامسي مسيرته كرائد أعمال من الصفر، بل مرّ بتجربة شخصية، بعد أن اكتشف كيف يمكن لمسؤولي التوظيف أن يصلوا للباحثين عن الوظائف عبر المنصات الرقمية، وكرس حضوره كواحد من أبرز الأصوات المهنية الفارقة في المجال، فيما أعطته خبرته في المجال الثقة لينتقل إلى مشروعه الأكبر قائلاً: «أسست وكالة استشارات لمساعدة الشباب على تحسين سيرهم الذاتية وتطوير استراتيجياتهم في البحث عن عمل، حيث ساعدت خلال 3 أعوام، أكثر من 5 آلاف شخص». وأضاف: «من خلال ما كنت أنشره من نصائح عبر منصة (لينكد إن)، جمعت أكثر من 170 ألف متابع، إضافة إلى ما يزيد عن 10 ملايين تفاعل في أقل من عام».

منصة مبتكرة

وحول تفاصيل إطلاق منصته الذكية للتوظيف، أكد أحمد الظريف الشامسي أن «تابيو» تعتمد بالدرجة الأولى هوية مهنية رقمية، بدلاً من ملف السير الذاتية التقليدي، إذ يحصل كل شخص على سيرة ذكية يمكن مشاركتها عبر رابط إلكتروني بسيط، في الوقت الذي تحصل الشركات على صفحات خاصة لعرض وظائفها وذلك لبناء جسر حقيقي وفعال بين الباحثين عن العمل وهذه الشركات. وأضاف «سعيدون بتجاوزنا في أقل من 3 أيام من إطلاق (تابيو) عدد مستخدمين يجاوز 4000 مستخدم، فيما نفخر كذلك بانضمام أكثر من 70 شركة معروفة أنشأت صفحاتها على منصتنا»، مشيراً إلى أن أبرز ما يميز تجربة «تابيو» أنها منصة مجانية بالكامل في مراحلها الأولى، إذ تركز على توسيع قاعدة المستخدمين، فيما تطرح في المقابل تشكيلة من المزايا والخصائص المتقدمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بأسعار رمزية.

حلول عملية

وعن أبرز ما تقدمه «تابيو» للشباب الباحث عن وظيفة، لخص الشامسي الميزات الأربع للمنصة المبتكرة بالقول: «يمكن الإشارة أولاً إلى تسريع عمليات البحث عن الوظيفة عبر سيرة ذكية قابلة للمشاركة، وتوفير مرجع احترافي موثوق لكل باحث عن عمل، إضافة إلى تقديم منصة للشركات تتيح عرض وظائفها والوصول إلى الكفاءات المناسبة بسهولة، فضلاً عن خفض التكاليف على الشركات والأفراد عبر نظام رقمي مبسط». وأضاف: «لهذه الأسباب أؤكد دائماً على أن ثقافة البحث عن العمل مهمة بقدر الحصول على الشهادة نفسها، وهذه بالمناسبة أبرز الرسائل التي أوجهها للشباب لدعوتهم إلى الثقة في كيفية البحث عن الوظيفة المناسبة، ومواكبة تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لأن المستقبل لا ينتظر أحداً».

طموحات مستقبلية

أكد أحمد الظريف الشامسي أن «تابيو» ليس مشروعاً محلياً بقدر ما هو خطوة أولى في مسار أكبر، قائلاً: «نطمح إلى توقيع اتفاقات مع شركات كبرى لدمجه في أنظمة التوظيف الخاصة بها، بما يتيح تبادل البيانات وتعزيز فرص التوظيف الذكية، لأننا نهدف لأن نصبح المرجع الأول للهوية المهنية في المنطقة».