كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب يبحث مجموعة من الخيارات العسكرية للتعامل مع الوضع في فنزويلا، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وكاراكاس وسط اتهامات متبادلة تتعلق بتهريب المخدرات والنفوذ الإقليمي.
ضربات عسكرية محتملة على قوات مادورو
وأفادت الصحيفة، أن الخطط الأمريكية المطروحة تشمل تنفيذ ضربات دقيقة على وحدات عسكرية موالية للرئيس نيكولاس مادورو، إضافة إلى وضع خطط للسيطرة على حقول النفط الفنزويلية، ضمن توجه متشدد من قبل بعض الدوائر داخل الإدارة الأمريكية الساعية للإطاحة بالنظام الحالي في كاراكاس.
ووفقًا للمصادر، لم يتخذ الرئيس ترامب قرارًا نهائيًا بشأن المضي في أي من هذه الخيارات، إلا أنه يواجه ضغوطًا متزايدة من مستشاريه الأمنيين والعسكريين الذين يفضلون تبني نهج أكثر حزمًا تجاه مادورو.
إرشادات قانونية لتبرير التدخل العسكري
وبحسب التقرير، فإن عددًا من مساعدي الرئيس الأمريكي طلبوا من وزارة العدل الأمريكية إعداد إرشادات قانونية يمكن أن توفر أساسًا رسميًا لأي تحرك عسكري، بما في ذلك استهداف مادورو شخصيًا دون الحاجة إلى تفويض من الكونغرس الأمريكي أو إعلان حرب رسمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية الجارية حاليًا، والتي تقتصر على استهداف زوارق يُزعم استخدامها في تهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية.
ترامب: لا نية للحرب ولكن الأيام معدودة لمادورو
وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة سي بي إس الأمريكية، قال ترامب إنه لا يعتقد أن بلاده ستشن حربًا ضد فنزويلا، مضيفًا: "أشك في ذلك، لا أعتقد ذلك".
ورغم هذا التصريح، أكد الرئيس الأمريكي في وقت سابق أن "أيام مادورو كرئيس لفنزويلا باتت معدودة"، في إشارة إلى ضغوط سياسية وعسكرية متزايدة على النظام الفنزويلي.
اتهامات أمريكية وتحركات عسكرية في الكاريبي
وتتهم واشنطن حكومة مادورو بتحويل فنزويلا إلى دولة مخدرات، متورطة في شراكة مع عصابات كولومبية لتصدير المخدرات إلى أوروبا والولايات المتحدة عبر ما يُعرف بـ "كارتل الشمس"، وهي شبكة يزعم أنها تضم مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى داخل النظام الفنزويلي.
وفي إطار تصعيد الإجراءات، ضاعفت واشنطن وجودها العسكري في البحر الكاريبي، حيث نشرت أكبر حاملة طائرات في العالم قرب السواحل الفنزويلية، وأرسلت سفينة حربية مزودة بصواريخ إلى عاصمة ترينيداد وتوباغو على بعد نحو عشرة كيلومترات فقط من الحدود الفنزويلية.
كما رفعت الولايات المتحدة قيمة المكافأة لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار، في خطوة وصفتها وسائل إعلام بأنها جزء من حملة أمريكية متصاعدة لتغيير النظام في كاراكاس.
كاراكاس ترد: واشنطن تسعى لسرقة النفط
من جانبه، رفض الرئيس نيكولاس مادورو الاتهامات الأمريكية جملةً وتفصيلًا، مؤكدًا أن بلاده لا علاقة لها بتهريب المخدرات، وأن ما تقوم به الولايات المتحدة ما هو إلا محاولة لتبرير حرب جديدة في أمريكا اللاتينية والاستيلاء على ثروات فنزويلا النفطية.
وقال مادورو في تصريحات متلفزة إن “واشنطن تسعى لإسقاط الحكومة الشرعية والاستيلاء على مواردنا الطبيعية تحت ذريعة مكافحة المخدرات والإرهاب”.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض