أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص أن النفط لا يزال يلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن نسبته في مزيج الطاقة العالمي بلغت نحو 30% عند تأسيس المنظمة عام 1960، ولا تزال تحافظ على النسبة ذاتها حتى اليوم بعد مرور 65 عامًا.
وأوضح الغيص، في تصريحات إعلامية، أن استمرار هذه النسبة يعكس الأهمية الحيوية للنفط في مختلف مناحي الحياة، سواء في وقود النقل والطائرات والشحن البحري أو في الصناعات التحويلية والدوائية والبتروكيماوية، معتبرًا أن النفط "يمثل شريان الاقتصاد العالمي".
وأشار الأمين العام لأوبك إلى أن المنظمة تتوقع أن يبقى النفط يشكل نحو 30% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050، رغم التوجهات نحو الطاقة المتجددة، وذلك بسبب النمو الاقتصادي العالمي المتوقع وتزايد عدد سكان العالم بنحو ملياري نسمة خلال العقود المقبلة، خصوصًا في الدول النامية.
وأضاف الغيص أن العالم سيحتاج إلى استثمارات تقدر بنحو 18.2 تريليون دولار حتى عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، أي بمعدل 700 مليار دولار سنويًا، لتغطية مجالات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والنقل واللوجستيات، محذرًا من أن تراجع الاستثمارات في القطاع النفطي قد يؤدي إلى اختلالات في السوق العالمية.
وأكد الغيص أن إنتاج النفط في بعض المناطق يشهد انخفاضًا طبيعيًا سنويًا يتراوح بين 4% و6%، ما يجعل من الضروري استمرار الاستثمار في قطاع الاستكشاف والحفر للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية وتلبية الطلب المستقبلي، الذي تتوقع أوبك أن يصل إلى نحو 123 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.
وفيما يتعلق بتوقعات وكالة الطاقة الدولية، أوضح الغيص أن اختلاف التقديرات بين الوكالات أمر طبيعي، لكنه شدد على أن ثبات توقعات أوبك واستمراريتها يعزز ثقة المستثمرين وصناع القرار في اتخاذ قراراتهم طويلة الأمد، على عكس التغيرات المتكررة في بعض التقديرات الأخرى التي قد تؤدي إلى "تذبذب في الاستثمارات".
كما أشار الغيص إلى أن تحالف أوبك بلس يلعب دورًا أساسيًا في استقرار أسواق النفط العالمية، مشيدًا بجهود الدول الأعضاء والتضحيات التي تقدمها للحفاظ على توازن العرض والطلب، مؤكدًا أن هذا الاستقرار يصب في مصلحة كل من الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
وختم الغيص حديثه بالتأكيد على أن أوبك تظل منفتحة لانضمام دول جديدة إلى عضويتها أو إلى ميثاق التعاون في "أوبك بلس"، مشيرًا إلى انضمام البرازيل مؤخرًا، ومؤكدًا أن المنظمة ترحب بكل دولة تتبنى سياسة تدعم الاستثمار واستقرار السوق النفطية العالمية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض