"أديبك 2025".. الإمارات تدعو لاعتماد سياسات واقعية في قطاع الطاقة


الجريدة العقارية الاثنين 03 نوفمبر 2025 | 03:39 مساءً
وكالات

دعت الإمارات القيادات وصنّاع السياسات والمستثمرين في قطاع الطاقة العالمي إلى تبنّي تشريعات واقعية وشراكات طموحة لخلق فرص العمل وتعزيز النمو والتنافسية العالمية، وهو النموذج الذي تتبعه البلاد.

وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك»، الدكتور سلطان الجابر، إن «الإمارات تطبّق نهجاً واقعياً يدعم أمن الطاقة وتنويع مصادرها وجذب رأس المال، وهذا ما يحافظ على تدفق الاستثمار لأن المستثمرين يقدّرون المصداقية والاستقرار والثقة».

كلام الجابر جاء خلال انطلاق فعاليات معرض ومؤتمر «أديبك 2025» في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي يجمع عدداً كبيراً من قيادات قطاع الطاقة العالمي؛ من بينهم أكثر من 45 وزيراً و250 رئيساً تنفيذياً؛ وذلك بهدف مناقشة سبل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، وضرورة بناء منظومة طاقة مرنة وتوسيع نطاق حلولها، لضمان تحقيق التقدم للجميع.

وأوضح أن السياسات الفعّالة «تُبنى على الحقائق الدائمة لا على التوجهات العابرة»، محذّراً من التنظيم غير الواقعي الذي «يُضعف الاقتصادات».

واستعرض الجابر أمثلة من «أدنوك» في توظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات عبر أكثر من 200 أداة من «إيه آي كيو» لخفض التوقفات ورفع الكفاءة، مع حلّ يتوقع تحسين دقة توقعات الإنتاج بنسبة 90 في المائة.

ودعا إلى التركيز على «المؤشرات الأساسية»، مرجحاً طلباً قوياً على المدى البعيد، والحاجة إلى موازنة التكاليف والاستثمار والتقنية والكوادر.

وأكد الجابر، في كلمته، الحاجة إلى استثمارات رأسمالية سنوية تُقدَّر بـ4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات ومصادر إمدادات الطاقة. وقال: «لا يمكن تلبية متطلبات نمو اقتصادات المستقبل بشبكات كهرباء مبنية على بنية تحتية من الماضي».

وعدّد عوامل الطلب حتى عام 2040؛ ومن أبرزها «ارتفاع احتياج مراكز البيانات إلى الكهرباء بأربعة أضعاف، وانتقال 1.5 مليار شخص إلى المدن، وتشغيل أكثر من ملياريْ مكيّف إضافي»، مع «تضاعف أسطول الطيران العالمي من 25 ألفاً إلى 50 ألف طائرة».

وتوقّع «تضاعف إنتاج الطاقة المتجددة بأكثر من الضِّعف»، ونمو الغاز الطبيعي المُسال «بنسبة 50 في المائة»، ووقود الطائرات «بأكثر من 30 في المائة»، مع استمرار إنتاج النفط «فوق 100 مليون برميل يومياً لما بعد 2040»، وارتفاع استخداماته في المواد والتنقّل، مؤكداً: «العالم يحتاج إلى تعزيز مصادر الطاقة، لا استبدال مصدر بآخر».

ودعا الجابر مسؤولي الطاقة إلى «التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية»، موضحاً أن الطلب على الطاقة «قوي على المدى البعيد»، مع وجود «قدر من عدم اليقين على المدى القريب»، ما يستلزم «مواءمة ضبط التكاليف والاستثمار الرأسمالي، ورفع الكفاءة والاستثمار في الكوادر والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي».

وأشار إلى توافق مجلس «ENACT» (تفعيل العمل) على أن الطاقة والذكاء الاصطناعي «مُحركان توأمان» للنمو، مع ضرورة طاقة حمل أساسي موثوقة، وتوسيع شبكات النقل الكهربائية. ونوه ببيئة الإمارات الجاذبة لرأس المال وشراكات «أدنوك»، مبيّناً توسع ذراع الاستثمار الدولي «XRG» في اتفاقات غاز بعدة دول، وتعزيز الحضور العالمي في الكيماويات والبنية التحتية.