9 شركات ناشئة عربية تقود ثورة اليونيكورن.. تعرف عليها


الجريدة العقارية الاثنين 03 نوفمبر 2025 | 02:38 مساءً
وكالات

تواصل الشركات الناشئة العربية ترسيخ مكانتها على الخارطة الاقتصادية العالمية بخطوات ثابتة ومُتسارعة، إذ لم تعد مجرد مشاريع واعدة، بل أصبحت قوى تنافسية حقيقية تتجاوز قيمتها السوقية حاجز المليار دولار.

في حين يؤكد هذا الصعود البيئة الخصبة للابتكار وريادة الأعمال التي تتشكل في المنطقة.

ووفقًا لما أوردته “بلومبرج”، في تقريرٍ لها، تشهد الساحة الاستثمارية ظهور 9 شركات ناشئة عربية انضمت رسميًا إلى نادي “يونيكورن” الذهبي. ويطلق هذا المصطلح على الشركات التي تجاوزت قيمتها السوقية المليار دولار.

بينما يمثل ذلك دليلًا واضحًا على النضج المتزايد لمنظومة الشركات الناشئة العربية.

الشركات الناشئة العربية

يكشف تتبع مسار هذه الشركات عن تفوق واضح لعدد من الأقطاب الاقتصادية الرئيسة في المنطقة. ما يسلط الضوء على القدرة التنافسية الهائلة التي تتمتع بها الشركات الناشئة العربية.

فيما توزعت هذه الشركات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية. وهي الدول التي استثمرت بكثافة في البنية التحتية الرقمية وريادة الأعمال.

كما تتصدر هذه المجموعة شركة “تابي” السعودية التي وصلت قيمتها إلى 4.5 مليار دولار. ما يجعلها اليونيكورن الأكبر حاليًا. تليها شركة “فيستا جلوبال” الإماراتية بقيمة 2.5 مليار دولار. هذه الأرقام تثبت قدرة الشركات الناشئة العربية على اقتناص التقييمات القياسية.

تضم القائمة شركات أخرى عملاقة تتجاوز قيمتها المليار دولار بكثير. ما يعكس تنوع القطاعات التي تحقق فيها المنطقة النجاح. وتبرز شركة “كيتوبي” الإماراتية بقيمة 1.55 مليار دولار، التي تعمل في مجال مطابخ السحاب. وكذلك شركة “إكسبانسيو” الإماراتية بقيمة 1.35 مليار دولار.

في حين تظهر هذه التقييمات المتفوقة أن الاستثمار لم يعد محصورًا في قطاع واحد. بل امتد ليشمل التكنولوجيا المالية، والسفر، وخدمات التوصيل والخدمات اللوجستية. ما يؤكد نضج الأسواق العربية وقدرتها على استيعاب نماذج أعمال جديدة.

وعلى الرغم من تمركز عدد كبير من الشركات الإماراتية في القائمة، فإن الصدارة من حيث القيمة المطلقة تعود لشركة سعودية. وهو ما يبرز التنافس الإيجابي في السوق الإقليمية؛ إذ انضمت شركة “تمارا” السعودية إلى النادي بتقييم وصل إلى 1 مليار دولار.

وفي المقابل هناك 3 شركات إماراتية أخرى سجلت تقييمًا يبلغ مليار دولار لكل منها، وهي: “أندلوسيا لابس”، و”دوبيزل جروب” المتخصصة في الإعلانات المبوبة، وشركة “ذا أوبن بلاتفورم” التكنولوجية.

الحضور المصري وريادة قطاع النقل

ومن بين القائمة المتميزة سجلت جمهورية مصر العربية حضورها القوي والمنافس عبر شركة “حالاً”. والتي وصلت قيمتها السوقية هي الأخرى إلى مليار دولار. ويدل هذا الإنجاز على الإمكانات الهائلة للسوق المصرية باعتبارها إحدى كبرى الأسواق الاستهلاكية في المنطقة.

بينما تعد شركة “حالًا” مثالًا على الشركات التي استثمرت في قطاع النقل والمواصلات وخدمات الدفع الإلكتروني. ما يبرهن على نجاح نماذج الأعمال التي تستهدف تحسين الخدمات اللوجستية والمالية الأساسية في الأسواق النامية.

تجدر الإشارة إلى أن نادي “يونيكورن” هو مصطلح يستخدم في الاقتصاد التقني لوصف الشركات الناشئة التي تمكنت من تحقيق تقييم سوقي يتجاوز حاجز المليار دولار أمريكي قبل طرحها للاكتتاب العام.

علاوة على ذلك يعكس هذا التقييم المالي المرتفع الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون من رأس المال المغامر لمستقبل هذه الشركات. وقدرتها على تحقيق نمو هائل.

ولذا فإن انضمام هذا العدد الكبير من الشركات العربية إلى هذا النادي في فترة زمنية قصيرة. يعد دلالة واضحة على أن المنطقة تجاوزت مرحلة النمو البطيء. ودخلت فعليًا في مرحلة النضج؛ حيث تتوافر العوامل اللازمة لتحويل الأفكار المبتكرة إلى كيانات اقتصادية ضخمة ومؤثرة.

يتميز تكوين هذه الشركات الناشئة بتنوعها القطاعي. فتبرز هيمنة قطاعات التكنولوجيا المالية (FinTech) من خلال “تابي” و”تمارا” التي تعمل في مجال الشراء الآن والدفع لاحقًا. وقطاع الخدمات اللوجستية والمطابخ السحابية.

كذلك يدل هذا التنوع على أن الاستثمار في المنطقة يركز بشكل متزايد على سد الثغرات في الخدمات الأساسية للمستهلكين والشركات. وتوفير حلول مبتكرة لعمليات الدفع والتسليم والخدمات اللوجستية؛ ما يعزز فاعلية الاقتصاد الرقمي.

في المحصلة تشير هذه الإنجازات إلى مستقبل رقمي واعد للمنطقة العربية. حيث تتسارع وتيرة التحول الرقمي بفضل دعم الحكومات وتوفر رؤوس الأموال الجريئة.

كما يضع صعود هذه اليونيكورنات التسعة الشركات الناشئة العربية في موقع المنافسة الفعلي مع نظيراتها العالمية. ويثبت أن المنطقة لم تعد تستورد التكنولوجيا فحسب، بل أصبحت مصدرًا للإبداع التقني والريادة الاقتصادية.