مزاح دبلوماسي بين الرئيسين الصيني والكوري الجنوبي حول «ثغرة أمنية» في هواتف شاومي


الجريدة العقارية الاحد 02 نوفمبر 2025 | 09:11 صباحاً
رئيس الصين ونظيره الكوري
رئيس الصين ونظيره الكوري
حسين أنسي

في لفتة طريفة حملت دلالات رمزية، قدّم الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ هدية مميزة تمثلت في هاتفين ذكيين من طراز شاومي، خلال لقائهما على هامش ختام منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في مدينة جيونغجو الكورية الجنوبية، إلا أن الطرافة لم تخلُ من الإشارة السياسية، حين مازح شي مضيفه قائلاً: «يمكنك التحقق مما إذا كانت هناك ثغرة أمنية»، في إشارة إلى الجدل العالمي المتكرر حول أمن البيانات والتكنولوجيا بين القوى الكبرى.

جاء هذا الموقف خلال أول زيارة يقوم بها شي إلى كوريا الجنوبية منذ أكثر من 11 عاماً، حيث استضافه الرئيس لي في قمة رسمية أعقبت فعاليات المنتدى، تخللها عشاء رسمي وتبادل للهدايا الرمزية. وكان لي قد قدّم لضيفه لوحاً خشبياً فاخراً للعبة "غو" الصينية القديمة، المعروفة بتكتيكاتها الاستراتيجية، في إشارة إلى عمق العلاقات بين البلدين وأهمية التوازن السياسي في المنطقة.

وفي مشهد غير تقليدي، رفع الرئيس الكوري الجنوبي أحد صناديق الهدايا التي تحتوي على هاتف شاومي، وسأل مبتسماً: «كيف هو أمن الاتصالات؟»، لتتحول القاعة إلى لحظة من الضحك المتبادل، إذ أجابه شي مازحاً: «يمكنك التحقق مما إذا كانت هناك ثغرة أمنية»، قبل أن يصفق لي بيديه وسط أجواء ودية عكست طابعاً إنسانياً في اللقاء السياسي.

الهدية الصينية لم تمر دون ملاحظات رمزية، إذ إن تقديم هاتف من علامة تجارية صينية داخل موطن عملاق التكنولوجيا الكورية "سامسونج" حمل دلالة على الطموحات التكنولوجية لبكين، والتي تؤكدها خططها التنموية الخمسية الرامية إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجالات التقنية والاتصالات. كما أشار أحد الحاضرين إلى أن شاشات الهواتف المهداة صُنعت في كوريا الجنوبية، في إشارة إلى ترابط الصناعات بين البلدين رغم التنافس التقني العالمي.

تصريح شي العفوي أعاد إلى الأذهان النقاشات الدائرة حول الأمن السيبراني، خاصة بعد الجدل الذي أثارته المقترحات الأمريكية بتركيب وظائف تتبع في الرقائق الإلكترونية المصدرة إلى الخارج، وهي الخطوة التي اعتبرتها بكين تهديداً مباشراً للثقة الرقمية. 

وكانت شركة "إنفيديا" الأمريكية قد أكدت في وقت سابق أن منتجاتها لا تحتوي على "ثغرات أمنية"، في محاولة لتهدئة المخاوف الدولية.

وخلال القمة، بحث الزعيمان سبل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق بشأن الملفات الإقليمية، وعلى رأسها إعادة إحياء المفاوضات مع كوريا الشمالية، في ظل تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

وأكد الرئيس شي استعداد بلاده لتوسيع مجالات التعاون مع سيول ومواجهة التحديات المشتركة بروح من الانفتاح والتفاهم المتبادل.

اللقاء حمل جانباً إنسانياً آخر من شخصية الرئيس الصيني، الذي التُقط له في سبتمبر الماضي حديث عفوي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التقطته الميكروفونات المفتوحة خلال عرض عسكري في بكين، تناول فيه الزعيمان قضايا علمية وطبية مثل زراعة الأعضاء وإمكانية إطالة عمر الإنسان حتى 150 عاماً.