شريف شعبان: التصميم المعماري للمتحف الكبير يتميز بروح مصرية خالصة


الجريدة العقارية السبت 01 نوفمبر 2025 | 05:26 مساءً
المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير
محمد فهمي

أكد الدكتور شريف شعبان، خبير الآثار، أن التصميم المعماري للمتحف المصري الكبير يتميز بروح مصرية خالصة تعكس هوية المكان وعبقرية الحضارة القديمة، مشيرًا إلى أن المتحف لا يُعد مجرد مبنى أثري، بل تجربة بصرية وروحية تربط بين الأهرامات والمستقبل.

وقال شعبان في لقاء مع قناة on: "المتحف المصري الكبير يتمتع بروح مختلفة تمامًا عن أي متحف في العالم، سواء من حيث التصميم أو الموقع أو الخامات المستخدمة. لقد استلهمنا كل تفاصيله من روح مصر القديمة، ليكون امتدادًا طبيعيًا لحضارتها العريقة".

موقع فريد يربط الأهرامات بالمستقبل

وأوضح شعبان أن اختيار موقع المتحف عند سفح هضبة الجيزة لم يكن صدفة، إذ يواجه مباشرة الأهرامات الثلاثة، وهو ما يمنحه رمزية خاصة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، موضحًا:

"المتحف جُسِّد كفكرة هندسية تجمع بين الزمنين. فالماضي تمثله الأهرامات، والمستقبل يمثله المتحف نفسه. ومن هنا جاء التصميم المعماري القائم على ثلاث أشعة وهمية تمتد من قمم الأهرامات الثلاثة لتلتقي في نقطة محورية هي المتحف الكبير."

وأضاف أن الواجهات الخارجية للمتحف صُممت بشكل هرمي هندسي مستوحى من فكرة الأبدية التي ترمز إليها الأهرامات، مما يخلق انسجامًا بصريًا فريدًا بين الصرح الجديد وأعظم آثار مصر القديمة.

مسابقة عالمية لتصميم أعظم متحف في العالم

وأشار الدكتور شريف شعبان إلى أن فكرة المتحف وتصميمه جاءت بعد مسابقة معمارية عالمية أُقيمت في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة، شارك فيها أكثر من 1500 مشروع من 83 دولة، وفازت بها شركة إيرلندية تعاونت مع 13 شركة عالمية لتنفيذ المشروع بأحدث تقنيات القرن الحادي والعشرين.

وقال: "المتحف صُمم على أيدي نخبة من أفضل الشركات في العالم في مجالات الإضاءة، العرض المتحفي، أنظمة التهوية، والتصميم البصري، حتى شعار المتحف صممته واحدة من أبرز الشركات المتخصصة عالميًاK كل تفصيلة تم اختيارها بعناية ليكون المتحف رقم واحد على مستوى العالم".

رمز للأبدية وتجسيد للهوية

وأكد شعبان أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر على كونه مركزًا لعرض الآثار، بل هو رمز للأبدية المصرية التي جسدها المعماريون القدماء في الأهرامات قبل آلاف السنين، موضحًا أن التصميم الحديث للمتحف يعيد تقديم هذه الفلسفة بروح معاصرة.

واختتم حديثه قائلاً: "كل حجر وكل زاوية في المتحف الكبير تحكي قصة مصر، فهو ليس مجرد مبنى من الزجاج والحجر، بل كيان نابض بالهوية المصرية الخالدة، يربطنا بالماضي ويأخذنا بثقة إلى المستقبل".