طارق توفيق: المتحف المصري الكبير متحف القرن الحادي والعشرين.. وبنينا الإنسان قبل الحجر


الجريدة العقارية السبت 01 نوفمبر 2025 | 05:13 مساءً
الدكتور طارق توفيق
الدكتور طارق توفيق
محمد فهمي

كشف الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير سابقًا، كواليس توليه مسؤولية هذا المشروع العملاق في أغسطس 2014، في فترة كانت تمر فيها مصر بظروف سياسية وأمنية دقيقة، مؤكدًا أن ما تحقق اليوم هو نتيجة ten سنوات من العمل الهادئ والمثابرة من أجل الحفاظ على هوية مصر الحضارية.

وقال توفيق في لقاء مع الإعلامي تامر أمين على قناة النهار: "حين جاءني التكليف في أغسطس 2014، كانت البلاد خارجة من مرحلة تقلبات وصراعات، لكن رغم كل التحديات، ظل المتحف مشروعًا لم يغِب عن وعي المصريين، لأنه يتعلق بهويتهم وتراثهم الذي لا يمكن التهاون فيه."

من فكرة إلى صرح عالمي

وأوضح توفيق أن أول ما فكر فيه عند تكليفه بالمشروع هو ضرورة النظر إلى المستقبل دون إضاعة الوقت في مراجعة المراحل السابقة، قائلاً: "كان هدفي منذ اللحظة الأولى أن يكون المتحف المصري الكبير متحف القرن الحادي والعشرين، لا مجرد توسع أو تطوير لمتحف قديم، بل رؤية جديدة بالكامل تربط بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة".

وأضاف أن الميزة الكبرى التي اعتمد عليها كانت وجود فرق عمل مصرية بدأت في ترسيخ أساسات المشروع، وكان من الضروري العمل على تأهيل الكوادر البشرية بنفس الاهتمام بالبناء المعماري، مؤكدًا:

"لازم نبني البشر زي ما بنبني الحجر".

وأشار إلى أن إعداد الكوادر العاملة في المتحف استغرق أكثر من عشر سنوات من التدريب والتطوير، حتى تصل إلى المستوى الذي يليق بهذا الصرح، موضحًا أن ما نشهده اليوم هو ثمرة استثمار طويل الأمد في الإنسان المصري.

قيادة سياسية مؤمنة بالمشروع

وأكد الدكتور طارق توفيق أن هذا المشروع لم يكن ليصل إلى هذه المرحلة المتقدمة لولا الدعم المباشر من القيادة السياسية، قائلاً: "برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المشروع وُضع على الطريق الصحيح. لولا هذه الرعاية والاهتمام المستمر، ما كنا وصلنا إلى هذا اليوم التاريخي."

وأضاف أن افتتاح المتحف ليس مجرد احتفال ثقافي، بل إعلان عن مصر الحديثة التي استطاعت أن تبني وتقاتل في آن واحد، موضحًا أن أكثر من 200 ألف مصري شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في إنجاز هذا العمل التاريخي.

مصر التي تبني الغد

واختتم توفيق حديثه قائلاً: "كما اشترك 200 ألف عامل في بناء الهرم الأكبر قبل آلاف السنين، شارك اليوم عدد مماثل من أبناء هذا الوطن في بناء صرح يليق بالحضارة المصرية. المتحف المصري الكبير ليس فقط مبنى للآثار، بل رسالة تؤكد أن مصر قادرة على البناء مهما كانت التحديات".