الذهب يفقد بريقه عالميًا.. تراجع حاد دون 4000 دولار للأوقية

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، لتكسر حاجز 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ أسابيع، متجهة نحو تسجيل ثاني خسارة أسبوعية متتالية، في ظل قوة الدولار الأميركي وتراجع الآمال بشأن خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.

أسعار الذهب العالمية

وجاء هذا الهبوط عقب تصريحات حاسمة أدلى بها جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أكد فيها أن خفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل “غير مضمون”، موضحًا أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة لا تزال تُظهر متانة سوق العمل الأميركي واستمرار نمو الإنفاق الاستهلاكي، وهو ما دفع المستثمرين إلى إعادة تسعير توقعاتهم حيال السياسة النقدية.

هذه التصريحات انعكست بقوة على أسواق العملات والسندات الأمريكية، حيث صعد مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، مما قلل من جاذبية الذهب كأصل استثماري بديل. 

ويعرف المعدن النفيس بحساسيته الشديدة تجاه تحركات العملة الأميركية، إذ يؤدي ارتفاع الدولار عادة إلى زيادة تكلفة حيازة الذهب للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.

وفي التطورات الجيوسياسية، تراجعت المخاوف في الأسواق العالمية بعد إعلان اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين يمتد لعام واحد، يتضمن التعاون في تجارة المعادن النادرة والمعادن الأساسية. وأسهم هذا الاتفاق في تهدئة التوترات التجارية وخفض الطلب على الذهب كملاذ آمن.

ووفقًا لبنود الاتفاق، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على مادة الفنتانيل إلى 10%، مقابل تعهد الصين بتقليص الإنتاج وزيادة مشتريات فول الصويا الأمريكي، في خطوة وصفت بأنها هدنة اقتصادية جزئية بين أكبر اقتصادين في العالم، رغم استمرار الحذر بشأن مدى استدامة هذا التفاهم.

ورغم هذه الضغوط، لا يزال الذهب على مسار تحقيق مكاسب شهرية قوية مدعومة بزيادة مشتريات البنوك المركزية العالمية التي تسعى إلى تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار.

وأظهر تقرير حديث لـمجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية اشترت نحو 220 طنًا من الذهب خلال الربع الثالث من عام 2025، بزيادة نسبتها 28% عن الربع السابق.