تصدعات في "الفيدرالي" تهز "وول ستريت"

شهدت الأسواق الأمريكية (وول ستريت) اضطراباً حاداً يوم الأربعاء، عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التي كشفت عن وجود انقسام حاد داخل المجلس بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

هذا الانقسام أدى إلى تراجع فوري للأسهم وارتفاع ملحوظ في عوائد السندات.

تحذير باول يُفجّر التقلبات

على الرغم من إقرار البنك المركزي خفضاً متوقعاً لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية للمرة الثانية، حذّر باول من أي محاولة لتحديد مسار مسبق، مشدداً على أن خفضاً إضافياً للفائدة في ديسمبر "بعيد جداً عن كونه أمراً مفروغاً منه".

وقال باول: "كانت هناك آراء متباينة بشدة داخل اللجنة بشأن كيفية المضي قدماً... السياسة ليست على مسار محدد مسبقاً".

هذا التباين تجلى في تصويت الأعضاء؛ حيث عارض ستيفن ميران القرار مفضلاً خفضاً أكبر، بينما صوّت جيف شميد ضد أي خفض على الإطلاق، مما يُعقّد عملية تقديم أي التزام مسبق، وفقاً للمحللين.

رد فعل الأسواق.. أسهم تتراجع وسندات تقفز

أدت تصريحات باول إلى تذبذب كبير في الأسواق:

الأسهم: محا مؤشر "إس آند بي 500" مكاسبه السابقة، رغم ارتفاع قياسي لأسهم التكنولوجيا، حيث تجاوزت "إنفيديا" حاجز 5 تريليونات دولار في القيمة السوقية، لتصبح أول شركة عامة تحقق هذا الإنجاز التاريخي.

السندات: قفز العائد على سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 11 نقطة أساس ليصل إلى 3.6%، كما صعد سعر صرف الدولار.

ويرى المحللون أن رد الفعل الفوري للسوق يعكس خيبة الأمل من إشارة باول إلى أن الخفض المستقبلي قد لا يتحقق قريباً، رغم أن قرار خفض الفائدة وإنهاء "التشديد الكمي" كان بحد ذاته إيجابياً.

تحديات الفيدرالي المزدوجة ومخاطر السوق

تواجه لجنة السوق المفتوحة الآن تحدياً دقيقاً يتمثل في تحقيق هدفها المزدوج: التوظيف الكامل واستقرار الأسعار (التضخم).

تباين الأولويات: يشير محللون إلى أن الفيدرالي قرر إعطاء ضعف سوق العمل أولوية على التضخم المستمر، لكن نطاق المعارضات الواسع داخل اللجنة يقلل من الاطمئنان في الأسواق ويزيد التقلبات.

مخاطر التكنولوجيا: حذر خبراء من أن الزخم الصاعد المستمر في أسهم التكنولوجيا الكبرى (التي تشكل أعلى نسبة في تاريخ مؤشر إس آند بي 500) يخفي وراءه ضعفاً في أسهم الشركات الأصغر، مما يرفع المخاطر المستقبلية، ويُشير إلى أن مستوى المخاطر في القطاع مرتفع للغاية.

فرص الشراء: رغم التحذيرات، يرى بعض المحللين أن أي تراجع طفيف وسريع قد يمثل فرصة شراء جذابة للمستثمرين الذين يملكون سيولة كبيرة، خصوصاً إذا استمر نمو أرباح الشركات الكبرى وصمود المستهلك.