كشف الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار السابق والخبير المصري في مجال الآثار، عن تفاصيل مشواره الطويل مع الآثار وكيف أن شغفه وحبه لهذا المجال قاده ليصبح أحد أشهر علماء الآثار في العالم.
بدأ الدكتور حواس حديثه خلال لقائه مع الإعلامي معتز الدمرداش على قناة الشرق، بتأملات حول مسيرته المهنية قائلاً: "عندما أبدأ محاضراتي في الولايات المتحدة، دائمًا أبدأ بعرض صورة لي وأنا في العشرين من عمري، حيث كنت في بداية دراستي للآثار، وأعرض صورة لي اليوم وأنا في الـ78 من عمري، هذا يثبت للجميع أنني عملت في هذا المجال لعدة عقود، وأكد أن هذا هو عمري الحقيقي، وليس مجرد رقم."
وأشار حواس إلى أن رحلته مع الآثار بدأت في وقت غير متوقع، فقد كان في البداية شابًا يعشق كرة القدم، ولم يكن يولي أي اهتمام للآثار، على الرغم من أنه نشأ بالقرب من الأهرامات.
وقال: "كنت ألعب كرة القدم في محيط الهرم ولم أكن أهتم بالآثار في ذلك الوقت. كنت مشغولاً بمشاهدة الأفلام في السينما في دمياط، وكنت أذهب مشياً على الأقدام لأتمكن من مشاهدة الأفلام في المساء."
وبينما كان يحكي عن طفولته، أشار إلى تأثره بوالده الذي كان يعمل في مجال الزراعة وقال: "أبي كان فلاحًا، وكان يحرص دائمًا على أن نكون أفضل من ذلك. ورغم أنه نشأ في بيئة ريفية، إلا أنه كان حريصًا على تعليمنا. عشت فترة جميلة مع عائلتي، وكان أبي يحرص على تعليمي القرآن الكريم، كما كان يروي لنا قصصًا عن أبطال مثل عنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن".
وأضاف حواس أن ميوله إلى الآثار بدأت بعد حادثة غريبة عندما كان في عمر العشرين، حيث قرر العمل في الحفائر: "عندما كنت في السنة الرابعة من دراستي الجامعية، تم تعييني مفتشًا في دائرة الآثار، ولكن كنت في البداية غير متحمس للعمل في الحفائر. وفي البداية، كنت أرفض الذهاب إلى المواقع الأثرية البعيدة. لكن، في إحدى المرات اضطررت للذهاب إلى الحفائر بسبب عقوبة فرضها عليّ، وعندما كنت أنظف داخل إحدى المقابر، اكتشفت تمثالًا صغيرًا من الفيانس لإلهة الحب والجمال، أفروديت، وقلت في داخلي: 'لقد عثرت على حبي'، ومنذ تلك اللحظة عشقت هذا المجال بشكل لا يوصف."
واستعرض حواس مشوار اكتشافاته الأثرية التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الآثار المصرية، قائلاً: "العمل في الآثار ليس مجرد مهنة، بل هو شغف وحب لا ينتهي. لقد اكتشفت العديد من المقابر والتماثيل الأثرية التي تحمل أسرارًا عن تاريخنا وحضارتنا. في كل اكتشاف، أجد نفسي أعمق في فهم تاريخ مصر القديمة".
وفي حديثه عن المكانة الدولية التي وصل إليها كعالم آثار، أشار إلى التقدير الكبير الذي يحظى به في الخارج، حيث يتم دعوته بشكل مستمر لإلقاء المحاضرات في مختلف دول العالم. وأكد حواس أن عمله الإعلامي لا يقتصر على المعارض والكتب بل يمتد إلى ظهوره في برامج مثل "جو روغان"، حيث تحدث عن حضارة مصر القديمة.
وقال: "في إحدى المقابلات التي أجريتها مع جو روغان، حاول أن يروج لفكرة أن الفراعنة لم يكونوا قادرين على بناء الأهرامات وأن هناك قوى غامضة وراء هذه الأعاجيب. ولكنني تذكرت جيدًا ما تعلمته من خلال سنوات طويلة من البحث والعمل في هذا المجال. الأهرامات تم بناؤها بواسطة المصريين القدماء بأيدٍ بشرية، وهذه الحقائق العلمية لا يمكن تجاهلها".
وفي الختام، عبر حواس عن رؤيته لمستقبل الآثار في مصر، قائلاً: "الآثار المصرية هي مصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا، ونحن نحتاج إلى أن نقدر هذا التراث العظيم ونحافظ عليه. لدينا مسؤولية كبيرة في الحفاظ على هذه المعالم والترويج لها في الخارج. هناك حاجة إلى إحياء السياحة الثقافية وزيادة الوعي العالمي بكنوزنا"
كما وجه رسالة إلى المصريين قائلًا: "لا تهاجموا رموزكم الوطنية. يجب أن نكون دائمًا فخورين بعلمائنا وأبطالنا، مثل محمد صلاح وأحمد زويل، الذين وضعوا مصر على خريطة العالم."
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض