ارتفاع أم انخفاص؟.. خبير مالي يكشف عن مستقبل سعر الذهب الأيام المقبلة

حذر الخبير الاقتصادي أولي هانسن، من احتمالية حدوث تصحيح في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، بعد تسعة أسابيع متتالية من الارتفاع دفعت بالمعدن الأصفر إلى مستويات قياسية. 

ورجّح هانسن في مداخلة مع العربية بيزنيس إمكانية حدوث تراجع بنسبة تصل إلى 10% (ما بين 300 إلى 400 دولار)، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة التصحيحية ضرورية لتأكيد قوة السوق ومنع تشكل فقاعة سعرية.

تصحيح صحي أم فقاعة؟

وقال إن ارتفاع الذهب إلى هذه المستويات القوية أثار تحذيرات من وجود فقاعة في الأسعار، إلا أن الأمر لا يمكن تقييمه دون النظر إلى الطلب الكامن خلف هذه الارتفاعات، والذي وصفه بـ"الاستثنائي"، مدفوعًا بمزيج من المستثمرين الأفراد، الصناديق الاستثمارية، والبنوك المركزية حول العالم.

وأوضح أن السوق بحاجة إلى تصحيح "طبيعي وصحي" لإعادة التوازن، لافتًا إلى أن موجة بيع محتملة خلال هذا الأسبوع قد تكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة السوق على امتصاص الضغوط والحفاظ على اتجاهه الصاعد.

صناديق الـETF تقود الطلب

أكد هانسن أن أحد المحركات الرئيسية للارتفاع الحالي هو الطلب القوي على صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة بالذهب، مشيرًا إلى أن هذه الصناديق شهدت موجات شراء قياسية خلال العام. ولفت إلى أن هذا النوع من الطلب يعتبر مؤشرًا قويًا على ثقة المستثمرين في الذهب كأصل تحوطي طويل الأمد، حتى في ظل غياب تحديثات اقتصادية بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية.

الذهب مقابل الدولار والأسهم

وحول التفسير الشائع بأن المستثمرين يتخلون عن الدولار الأمريكي لصالح الذهب (Disinvestment Trade)، اعتبر هانسن أن هذا الربط ليس دقيقًا تمامًا، خاصة أن الأسواق الأمريكية – بما فيها الأسهم – تواصل تسجيل مستويات قياسية بالتوازي مع ارتفاع الذهب. وبيّن أن السبب الأعمق قد يعود إلى المخاوف من تصاعد الديون الأمريكية وعدم وجود نية سياسية واضحة للسيطرة عليها، مما يعزز من توجه المستثمرين نحو الذهب كوسيلة تأمين.

حصة الذهب في المحافظ الاستثمارية

وأشار هانسن إلى أن مؤسسات استثمارية كبرى بدأت رفع توصياتها بزيادة حصة الذهب في المحافظ الاستثمارية، معتبرًا أن الوقت الحالي هو الأفضل قبل فوات الأوان، خصوصًا بعد أن تحولت البنوك المركزية من البيع إلى الشراء، وبدأ المستثمرون الأفراد بالتفاعل بشكل واضح مع حركة السوق.

نظرة حذرة تجاه الفضة

وعن أداء الفضة، أوضح هانسن أنه لا يزال يرى فيها فرصة استثمارية، وإن كانت أقل جاذبية مقارنة بالذهب حاليًا، خاصة مع ارتفاع نسبة الذهب إلى الفضة مجددًا. لكنه أشار إلى طلب قوي على الفضة في الهند، مع توجه بعض المستهلكين نحوها كبديل أقل كلفة للذهب.