خبير مالي: توقعات بانتعاش قطاع البناء في السعودية بعد فرض رسوم الأراضي البيضاء

أكد الخبير المالي هشام أبو جامع أن البنوك السعودية تواصل تسجيل أداء قوي، محققةً أرباحًا فصلية تاريخية في الربع الثالث من العام الجاري، على الرغم من عدم انخفاض المخصصات. وبيّن أن 6 من أصل 6 بنوك أعلنت حتى الآن عن أعلى أرباح في تاريخها، وهو امتداد لما شهده الربع السابق حين سجلت 7 من أصل 10 بنوك أعلى أرباح لها على الإطلاق.

وأشار أبو جامع في لقاء مع قناة العربية بيزنيس، إلى أن مكررات الربحية في القطاع البنكي لا تزال في مستويات جذابة، حيث تتراوح بين 8 و10 لمعظم البنوك، باستثناء الراجحي الذي يتمتع بميزة تنافسية بحجمه الكبير ومكررات عند 16، مضيفًا أن التوقعات تشير إلى المزيد من الجاذبية خلال الـ12 شهراً القادمة.

ورجّح أن يكون التراجع الطفيف في أسعار بعض الأسهم البنكية ناتجًا عن عمليات جني أرباح بعد الارتفاعات القوية التي أعقبت إعلان بلومبيرغ عن السماح للمستثمرين الأجانب برفع ملكياتهم فوق 49% قبل نهاية العام. إلا أنه شدد على أن البنوك تظل القطاع الأقوى المتوقع أن يقود السوق السعودي في المرحلة القادمة.

تفاوت في نمو القروض والودائع بين البنوك

وفي سياق متصل، تناول هشام أبو جامع الفروقات في أداء البنوك على صعيد نمو الودائع والقروض، مشيرًا إلى أن بعض البنوك كالبنك الأهلي شهدت تراجعًا في الودائع رغم نمو القروض، بينما سجل الراجحي نموًا قويًا في الودائع تجاوز 20 مليار ريال في الربع الثالث مقارنة بالثاني.

وأوضح أن السوق يشهد تحولاً في سلوك المودعين، الذين أصبحوا أكثر وعيًا، مما دفع البنوك إلى طرح برامج بعوائد مجزية لجذب الودائع. وأشار إلى أن القدرة على إعادة إقراض هذه الودائع بعوائد أعلى هو ما يميز بنكًا عن آخر، مؤكدًا أن المنافسة بين البنوك الكبرى – خصوصًا الأهلي والراجحي – هي في النهاية لصالح المستثمرين والشركات والأفراد.

نظرة على قطاع الأسمنت: التفاؤل رغم النتائج المخيبة

وعن أداء قطاع الأسمنت، علّق أبو جامع على نتائج شركة إسمنت اليمامة المخيبة للآمال، معتبرًا أن السبب الرئيسي كان انخفاض الأسعار رغم ارتفاع الكميات المباعة. وأوضح أن إن كانت المشكلة تتعلق بالمنافسة السعرية، فقد تمتد التأثيرات إلى باقي شركات القطاع.

لكنه عبّر عن تفاؤله بمستقبل قطاع مواد البناء، خصوصًا في ضوء بدء تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء في الرياض، ما سيدفع الكثير من أصحاب الأراضي إلى تسريع عمليات البناء لتجنب الرسوم، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب مجددًا على الأسمنت والحديد والمواد الأولية الأخرى.