الحصول على جنسية ثانية بات خيارًا استراتيجيًا يلجأ إليه كثيرون لأسباب شخصية ومهنية وأمنية، تمنح الجنسية البديلة حريّة سفر أوسع، وبدائل قانونية في حالات الطوارئ، وفرص تعليمية ووظيفية أفضل في أسواق عالمية، بالإضافة إلى تحسين مستوى المعيشة والمرونة في التخطيط المالي والعائلي.
الفروق الأساسية بين طرق الحصول على الجنسية
تتعدد سُبل الحصول على جنسية ثانية، ويمكن تلخيصها في أربع طرق رئيسية:
الجنسية بالمولد (حق الأرض): تُمنح تلقائيًا لمن يولد داخل حدود دولة ما.
الجنسية بالنسب (حق الدم): تُمنح لمن يثبت انتماءه العائلي أو الأصل لبلد معين.
التجنيس عبر الإقامة: الحصول على الجنسية بعد استكمال فترة إقامة قانونية ومتطلبات اندماج.
البرامج الاستثنائية أو خاصة: منح الجنسية عبر برامج للمغتربين أو حالات استثنائية أو سياسات تاريخية.
دول تمنح جنسيتها مجانًا بالمولد (حق الأرض)
بعض الدول تطبّق مبدأ «حق الأرض» وتمنح الجنسية لأي مولود داخل حدودها، ومن أبرز الأمثلة المذكورة:
الولايات المتحدة الأمريكية
كندا
البرازيل
المكسيك
الأرجنتين
تُمنح الجنسية في هذه الحالات تلقائيًا دون الحاجة إلى طلب هجرة أو رسوم من صفة الميلاد، مع ذلك، هناك دول كثيرة لا تمنح الجنسية بالمولد إلا إذا كان أحد الوالدين مواطنًا أو مقيماً قانونيًا فالممارسات تختلف من دولة إلى أخرى.
دول تمنح جنسيتها بالنسب (حق الدم)
تتيح هذه القاعدة الحصول على الجنسية لإثبات الروابط العائلية أو الأنساب، ومن الأمثلة الواردة:
إيطاليا: للأفراد الذين لديهم أسلاف إيطاليون.
أيرلندا: متاحة لمن له جدٌ وُلد في أيرلندا.
اليونان: للأفراد ذوي أصل أبوي أو أمومي يوناني.
شروط القبول تعتمد على مدى قوة الأدلة الوثائقية (شهادات ميلاد، سجلات هجـــــرة، وثائق رسمية) وغالبًا تتطلب إجراءات إثبات قانونية وإدارية يمكن أن تكون مطوَّلة.
دول تمنح جنسيتها عبر الإقامة (التجنيس)
التجنيس يعتمد على إقامة فعلية ومتطلبات اندماج محددة. أمثلة وردت في النص:
أستراليا: قد تتاح الجنسية بعد أربع سنوات إقامة قانونية.
كندا: متطلبات الحصول على الجنسية عادةً بعد خمس سنوات من الإقامة الفعلية.
فرنسا: إجراءات التجنس بعد خمس سنوات من الإقامة الدائمة مع متطلبات لغوية واجتماعية.
هذه الفترات تقديرية وتعتمد على شروط مثل الإقامة القانونية المستمرة، اللغة، سلوكيات السجل الجنائي، والاندماج في المجتمع.
دول تمنح جنسيتها عبر برامج خاصة أو استثنائية
بعض الدول تطلق برامج موجهة لفئات محددة أو لأصول تاريخية:
المجر: برامج خاصة للمغتربين ذوي أصل مجري.
البرتغال: برامج تاريخية أو خاصة بأصول من المستعمرات البرتغالية السابقة.
مثل هذه البرامج قد تتضمن متطلبات إثبات النسب أو روابط ثقافية، وتختلف من بلد لآخر في الشروط والإجراءات.
مزايا الجنسية المزدوجة
حرية تنقّل أكبر: سهولة السفر والحصول على تأشيرات أو إعفاء منها.
أمان بديل: إمكانية اللجوء إلى بلد آخر في حال الأزمات.
فرص تعليمية ووظيفية: تسهيلات للالتحاق بالجامعات والأسواق المحلية.
تنويع الخيارات المالية والقانونية: حماية للأصول وإمكانيات إقامة متعددة.
عيوب ومخاطر يجب الانتباه إليها
فقدان الجنسية الأصلية: بعض الدول لا تسمح بالجنسية المزدوجة وقد تُجرد المواطن من جنسيته.
الالتزامات الضريبية: تبعات ضريبية مزدوجة في بعض الأنظمة؛ من الضروري فهم التزاماتك المالية.
خضوع للقوانين المحلية: عند التمتع بجنسية جديدة، قد تُطبَّق عليك قوانين الخدمة العسكرية أو الالتزامات القانونية الأخرى.
تعقيدات إدارية: إجراءات إثبات النسب أو الإقامة قد تكون طويلة وتستتطلب وثائق مترجمة ومصدقة.
خطوات عملية للتحقق والبدء
تحديد القاعدة الملائمة لحالتك: مولود، نسب، إقامة، أم برنامج خاص.
جمع الوثائق الأساسية: شهادات الميلاد، سجلات الأحوال المدنية، وثائق السفر القديمة، سجلات الهجرة.
استشارة جهات مختصة: محامو هجرة، قنصليات أو سفارات الدولة المعنية لمراجعة الشروط الدقيقة.
التحقق من الآثار الضريبية والقانونية: تواصل مع مستشار مالي للتأكد من تبعات الجنسية على الضرائب والممتلكات.
التأكد من سياسة بلدك الأصلي: بعض الدول تقيِّد أو تمنع ازدواج الجنسية—تحقق لتفادي المفاجآت.
نصائح عملية قبل التقديم أو متابعة ملف النسب
لا تكتفِ بملف واحد؛ احفظ نسخًا من كل الوثائق ونسخًا مترجمة ومصدقة أصولًا.
تحقق من تحديثات القوانين والهجرة لدى السفارة الرسمية؛ التشريعات تتبدّل بمرور الزمن.
فكر بالمدى البعيد، الجنسية ليست مجرد ورقة سفر، بل التزام قانوني واجتماعي يمكن أن يؤثر على مستقبلك المالي والأسري.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
