في خطوة تبدو وكأنها اقتطعت من إحدى قصص الخيال العلمي، تصدر تطبيق إلكتروني جديد يُدعى "Death Clock AI" قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً على الإنترنت، بعدما أثار ضجة هائلة بسبب مهمته الفريدة والمخيفة: التنبؤ بالموعد التقريبي لوفاة المستخدم!
المنصة، التي حققت أكثر من 125 ألف تحميل خلال أسابيع قليلة، تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المستخدمين. كل ما يطلبه الموقع هو إدخال مجموعة من البيانات الشخصية الأساسية، مثل:
العمر، الطول، والوزن.
العادات اليومية، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
مستويات التوتر وجودة النوم.
وبناءً على هذه المدخلات، يقوم الموقع بمعالجة البيانات استناداً إلى أكثر من 1200 دراسة علمية متخصصة حول عوامل طول العمر والصحة، ليقدم في النهاية تاريخاً تقريبياً لوفاة المستخدم، مصحوباً بنصائح مفصلة لزيادة متوسط سنوات الحياة.
تخمين "مخيف" يهدد الصحة النفسية
رغم أن الموقع يروّج لنتائجه بوصفها "دقة مخيفة"، إلا أن الخبراء والأطباء سارعوا إلى التحذير من خطورة الانجراف وراء هذه التوقعات.
أكد الأطباء أن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من تطور، يظل عاجزاً عن التنبؤ بما يعجز عنه القدر والعلوم الطبية الدقيقة.
وشدد خبراء الصحة النفسية على أن نتائج الموقع لا تتجاوز كونها "تخميناً إحصائياً" يعتمد على مقارنة البيانات، ولا يستند إلى دليل علمي دقيق يمكن الاعتماد عليه لتحديد موعد الوفاة.
ويرى المحللون أن التفاعل الكبير مع المنصة يعكس حالة من الفضول البشري الممزوج بالرغبة في السيطرة على المجهول.
ومع ذلك، فإن تلقي المستخدمين لتاريخ "محدد للوفاة" قد يشكل خطراً نفسياً حقيقياً، خاصة على الأشخاص الذين يعانون من القلق أو حالات نفسية أخرى.
يبقى السؤال قائماً: هل يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تتجاوز حدود العلوم وتكشف الأسرار الكونية، أم أنها مجرد أداة إحصائية تغذي الفضول البشري بـ "تخمينات ذكية"؟ الأمر المؤكد أن الجدل حول "Death Clock AI" سيستمر لبعض الوقت.