قاضية أمريكية تمنع شركة إسرائيلية من وضع برامج للتجسس على واتساب.. ماذا يحدث؟


الجريدة العقارية السبت 18 أكتوبر 2025 | 08:39 صباحاً
واتساب
واتساب
إيهاب زيدان

في مساعي تقليل التجسيس عبر منصات التواصل، أصدرت قاضية أمريكية اليوم، أمرا قضائيا يمنع شركة NSO الإسرائيلية لبرامج التجسس من استهداف مستخدمي واتساب.

منع شركة إسرائيلية من ثبيت برامج تجسس على واتساب

يأتي ذلك في الوقت الذي خفضت المحكمة تعويضا قدره 168 مليون دولار أمريكي في المحاكمة إلى 4 ملايين دولار فقط.

وحكمت قاضية المحكمة الجزئية فيليس هاميلتون بأن سلوك مجموعة NSO لم يرق إلى مستوى "الخطير للغاية" اللازم لدعم حسابات هيئة المحلفين بشأن العقوبة المالية.

لكن في الحكم، قالت إن المحكمة "خلصت إلى أن سلوك المدعى عليهم يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه، ونظرا لعدم وجود أي خلاف على استمرار هذا السلوك"، فقد منحت القاضية شركة Meta، المالكة لتطبيق واتساب، أمرا قضائيا بوقف أساليب التجسس التي تتبعها مجموعة NSO على خدمة الرسائل.

وقال ويل كاثكارت، الرئيس التنفيذي لشركة واتساب، في بيان: “يمنع حكم اليوم شركة NSO، المصنعة لبرامج التجسس، من استهداف واتساب ومستخدمينا العالميين مرة أخرى”.

وأضاف: “نشيد بهذا القرار الذي يأتي بعد ست سنوات من التقاضي لمحاسبة NSO على استهدافها أفراد المجتمع المدني”.

مجموعة NSO

وأظهرت الأدلة في المحاكمة أن مجموعة NSO قامت بهندسة عكسية لشفرة واتساب لتثبيت برامج تجسس تستهدف المستخدمين خلسة، وفقا للحكم.

وخلصت المحكمة إلى أن برنامج التجسس أعيد تصميمه مرارا وتكرارا لتجنب الكشف وتجاوز إصلاحات الأمان في واتساب.

واتهمت الدعوى، المرفوعة أواخر عام 2019، مجموعة NSO بالتجسس الإلكتروني على الصحفيين والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم ممن يستخدمون خدمة الرسائل المشفرة.

ومع ذلك، قضت المحكمة بأن حكم التعويضات البالغ 168 مليون دولار الذي صدر لصالح شركة Meta في وقت سابق من هذا العام كان مبالغا فيه.

وكتبت المحكمة في حكمها “لم تكن هناك حتى الآن قضايا كافية تتعلق بالمراقبة الإلكترونية غير القانونية في عصر الهواتف الذكية لتتمكن المحكمة من استنتاج أن سلوك المتهمين كان “فظيعا للغاية”. ومع مرور الوقت، قد ينشأ إجماع مجتمعي مشترك حول مقبولية سلوك المتهمين”.

يشار إلى أن مجموعة NSO تأسست عام 2010 على يد الإسرائيليين شاليف هوليو وعمري لافي، ومقرها في مدينة هرتسليا بإسرائيل، مركز التكنولوجيا الفائقة، بالقرب من تل أبيب.

وأفاد موقع "تك كرانش" الإعلامي يوم الجمعة أن مجموعة استثمارية أمريكية استحوذت على حصة مسيطرة في مجموعة “إن إس أو”.

وتنتج الشركة الإسرائيلية برنامج "بيجاسوسط، وهو برنامج اختراق شديد، يقال إنه قادر على تشغيل كاميرا وميكروفون الهاتف المحمول للشخص المستهدف والوصول إلى بياناته، مما يحول الهاتف فعليا إلى أداة تجسس محمولة.

وزعمت الدعوى المرفوعة أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا أن "إن إس أو" حاولت إصابة ما يقرب من 1400 "جهاز مستهدف" ببرمجيات خبيثة لسرقة معلومات قيمة.

وكان من شأن إصابة الهواتف الذكية أو غيرها من الأجهزة المستخدمة لرسائل "واتساب" أن يتيح الوصول إلى محتوى الرسائل المشفّرة أثناء الإرسال بعد فك تشفيرها.

وذكرت الشكوى أن المهاجمين "طوروا برنامجا يمكنهم من محاكاة حركة مرور شبكة "واتساب" الشرعية لنقل برمجيات خبيثة" للسيطرة على الأجهزة.

وقد أشار خبراء مستقلون إلى أن هذا البرنامج يستخدم من قبل دول، بعضها ذو سجل ضعيف في مجال حقوق الإنسان.

وأكدت مجموعة "إن إس أو" أنها ترخص برامجها للحكومات فقط لمكافحة الجريمة والإرهاب.