صعدت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد يوم الجمعة، متخطية حاجز 4,300 دولار للأونصة في تعاملات صباحية مدفوعة بتحول المستثمرين إلى الملاذات الآمنة عقب مخاوف تتعلق بضعف بنوك إقليمية أميركية وتصاعد التوترات التجارية العالمية، بالإضافة إلى تزايد التوقعات بتيسير نقدي أميركي جديد. ويتجه المعدن الأصفر لتحقيق أفضل أسبوعي له منذ عام 2008.
بيانات السوق والتحركات السعرية
بحلول الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش، سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.8% ليصل إلى 4,359.31 دولار للأونصة، بعد أن لامس مستوى قياسياً عند 4,378.69 دولار في جلسة سابقة. وعلى مدار الأسبوع ارتفعت أسعار الذهب بنحو 8.6%، مسجلة أقوى مكسب أسبوعي منذ سبتمبر/أيلول 2008. وفي سوق العقود، زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب شهر ديسمبر بنسبة 1.6% لتصل إلى 4,372.10 دولار.
الفضة تتبع الذهب وتحقق مكاسب قوية
لم تقتصر المكاسب على الذهب فحسب، بل ارتفعت الفضة أيضاً في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 54.26 دولار للأونصة، متجهة لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 8%. وسجلت الفضة مستوى قياسياً مرتفعاً خلال الجلسة عند 54.35 دولار، متأثرة بتقاربها مع تحركات الذهب وزيادة الطلب على المعادن الثمينة.
أسباب صعود أسعار المعادن الثمينة
يرجع صعود أسعار المعادن الثمينة إلى عدة عوامل مترابطة، من بينها:
مخاوف بشأن قطاع البنوك الإقليمية الأميركية التي أثرت على معنويات السوق.
التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين والذي أثار قلق المستثمرين بشأن إمدادات بعض السلع الأساسية، بما في ذلك القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة.
تكهنات متزايدة في الأسواق بشأن خفض إضافي لأسعار الفائدة الأميركية، ما يقلص العائد الحقيقي للأصول المقومة بالدولار ويعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
اقترح تيم ووترر، كبير محللي السوق في "ك.سي.إم تريد"، أن الذهب قد يواصل الارتفاع إلى مستوى 4,500 دولار إذا استمرت موجة المخاطر المرتبطة بالتجارة وإغلاق الحكومة الأميركية لفترة أطول.
دور السياسة النقدية وتوقعات خفض الفائدة
أثرت الإشارات المتكررة من صناع السياسة في الولايات المتحدة على التوقعات السوقية. إذ أعرب عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر عن دعمه لخفض إضافي في أسعار الفائدة، مع استمرار مخاوف تتصل بوضع سوق العمل. ويتوقع المستثمرون خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفدرالي المقرر في 29–30 أكتوبر، مع احتمال خفض إضافي في ديسمبر، ما يدعم تحركات الذهب في الأجل القريب.
مشتريات البنوك المركزية وتراجع هيمنة الدولار
شهد الطلب على الذهب دعماً إضافياً من مشتريات البنوك المركزية عالميًا وتناقص الاعتماد على الدولار كأصل احتياطي، إلى جانب تدفقات قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المتخصصة في الذهب، مما عزز الزخم الصعودي للمعدن على مدار العام. ونتيجة لذلك، سجل الذهب ارتفاعاً اجمالياً بنحو 65% منذ بداية العام، مدفوعاً بباقة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية.
المعادن النفيسة الأخرى
في المقابل، شهدت معادن نفيسة أخرى تقلبات متباينة: انخفض البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1,699.45 دولار، وتراجع البلاديوم 0.2% إلى 1,611.24 دولار، مع الإبقاء على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية لكليهما رغم التراجع اليومي.