أسعار الذهب تسجل مستوى قياسياً جديداً وسط تصاعد التوترات التجارية وتوقعات خفض الفائدة


الجريدة العقارية الاربعاء 15 أكتوبر 2025 | 07:21 صباحاً
سبائك الذهب
سبائك الذهب
وكالات

ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد، مدعوماً بتصاعد التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، وبالرهانات المتزايدة على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُقدم على خفضين إضافيين في أسعار الفائدة خلال هذا العام.

قفزت أسعار سبائك الذهب إلى ذروة تاريخية بلغت 4,185 دولاراً للأونصة.

وفي المقابل، شهد سعر الفضة الفوري ارتفاعاً بعد يوم متقلب شهد قفزة إلى مستوى قياسي غير مسبوق تجاوز 53.54 دولاراً للأونصة، قبل أن يتراجع بشكل حاد وسط مؤشرات أولية على بدء انحسار الضغط التاريخي الذي سيطر على السوق.

توقعات خفض الفائدة تُعزز جاذبية الذهب

هبطت عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في أسابيع يوم الثلاثاء، بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن البنك المركزي الأمريكي ماضٍ في طريقه لتنفيذ خفض إضافي بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت لاحق من الشهر.

وغالباً ما تستفيد المعادن النفيسة، التي لا تقدم عائداً دورياً، من انخفاض العوائد وتراجع تكاليف الاقتراض، مما يزيد من جاذبيتها للمستثمرين.

اجتاح المزاج الحذر الأسواق العالمية، مما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة بعدما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية إيقاف تجارة زيت الطهي مع الصين.

وقد أدخلت تصريحاته توتراً جديداً على العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بينما تعهّدت بكين بالرد بعد أن هدّدت واشنطن الأسبوع الماضي بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية.

نقص السيولة يثير تقلبات حادة في سوق الفضة

تشهد سوق الفضة في لندن شحاً حاداً في السيولة، الأمر الذي أثار سباقاً عالمياً محمومًا لشراء المعدن، ودفع الأسعار المرجعية للفضة إلى الارتفاع فوق أسعار العقود الآجلة في نيويورك.

وقد ضاق الفارق بين السوقين يوم الثلاثاء بعد انخفاض الأسعار في لندن، كما بدأت تكاليف اقتراض الفضة في العاصمة البريطانية بالانخفاض، وإن ظلت عند مستويات مرتفعة للغاية.

ويظل المتعاملون في حالة ترقب قبل صدور نتائج تحقيق الإدارة الأمريكية المعروف باسم "القسم 232" بشأن المعادن الحيوية، بما في ذلك الفضة والبلاتين والبلاديوم.

وقد أعاد التحقيق إحياء المخاوف من إمكانية شمول هذه المعادن برسوم جمركية جديدة، على الرغم من استثنائها رسمياً من الرسوم في أبريل الماضي.

موجة صعود غير مسبوقة مدعومة بمشتريات البنوك المركزية

قفزت المعادن النفيسة الأربع الرئيسية (الذهب، الفضة، البلاتين، البلاديوم) بنسبة تراوحت بين 58% و80% منذ بداية العام، في موجة صعود قوية هيمنت على أسواق السلع. واستندت مكاسب الذهب إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها: مشتريات البنوك المركزية القياسية، وزيادة حيازات صناديق المؤشرات المتداولة، وقرارات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

وتلقى الطلب على الملاذات الآمنة دعماً مستمراً من التوترات التجارية المتكررة بين الولايات المتحدة والصين، والتهديدات الموجهة لاستقلالية الفيدرالي، بالإضافة إلى المخاوف المرتبطة بإغلاق الحكومة الأمريكية. كما لجأ المستثمرون إلى المعادن النفيسة لحماية ثرواتهم من مخاطر العجوزات المالية المتفاقمة، وهي ظاهرة تُعرف باسم "تجارة تخفيض القيمة".

وفي آخر التداولات، سجل الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.9% عند 4,180.83 دولاراً للأونصة في الساعة 9:16 صباحاً بتوقيت سنغافورة، في حين تراجع مؤشر "بلومبرغ" للدولار بشكل طفيف. كما ارتفعت الفضة بأكثر من 1%، إلى جانب البلاتين والبلاديوم.