المهندس أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب:
الرئيس عبدالفتاح السيسى لعب دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية بوصفه داعماً رئيسياً لعملية السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط ومن ثمّ إغلاق ملف «ريفيرا» غزة
النظام التجـــــــــــــاري العالمي على وشك الانهيار .. وقرارات وقوانين منظمة التجارة العالمية غيـــــــــــــر مفعلة
الولايات المتحـــــــدة الأمريكيــــــــة بادرت برفع الحواجز الحمائية بما يتنافي مــــــــــع قوانين منظمة التجارة العالميـــــــة.. والاتحاد الأوربـــــي أصـــدر مجموعــــــة من القـــــرارات بفـــــــرض قيـــــــــود علي الاستيراد مــــــن الخـــــــارج إرضاءً لأمريكا ..ورغــــــــم ذلك البلدان المتقدمة تشير بأصابع الاتهام للدول العربيـــــــــة لفتح أسواقها لسلع الإغــــــــراق
علـــى البلدان العربيـــة التعامل بحكمة مـــع الطاقات الفائضة من إنتاج الصلب والتى تجاوزت الـ 600 مليون طن
الأســـــواق العربيــــــــــة البديـــــل الأنســـــب لاستمـــــرار عمليـــــات النمـــــو لصناعـــــة الصـــــلب فـــــي المنطقـــــة
النهوض بصناعة الصلب يحتاج إلى تنشيط الطلب المحلي وتسهيل منح التراخيص والأراضي للمستثمرين وفتح البناء للأفراد والقطاع الخاص
علينا توخي الحذر عند توقيع الاتفاقيات الثنائية ودراسة شروطها التي قد لا تتوافق مع الوضع التجاري والتنموي لبعض الدول
نجاح صناعة الحديد والصلب لن يقوم علي التصدير .. والصين قضت على ما يسمي بالصناعات الصغيرة في العالم
إعادة التوازن بين المشروعات الحكومية المخططة مركزياً ومبادرات القطاع الخاص أهم أدوات الدعم لصناعة الصلب في المنطقة العربية
التوسع في قطاعات التشييد والبناء ومنح الرخص والصناعـات المساندة كالسيارات والأجهزة الكهربائية المعمرة والسفن .. الحل الأمثل لانطلاق صناعة الصلب
تصاعد الاتجاهات الحمائية سبب رئيسي في انهيار قواعد تجارية عالمية كبري
قمة الحديد والصلب الـ 18 تتوافق أهدافها مع الاستراتيجية الصناعية لتعزيز التنافسية.. ودافعة لمسيرة التطور
العالم العربي رائد في إنتاج الصلب.. والصناعة ركيزة رئيسية للنمو والتطور ومصدر للوظائف وتطوير القدرات
مستهلكو الصلب قاربوا على 60 مليون مستهلك بالدول العربية.. والناتج المحلي في زيادة مطردة
التعاون العربي العربي» جاء ليمثل شعار المرحلة في كل ما يشهده النظام الاقتصادي والتجاري العالمي اليوم من متغيرات أعادت ترتيب الأوراق، وكشفت عن غياب الكثير من قواعد اللعبة وقوانين التعامل التي طالما اعتادت عليها والتزمت بتطبيقها البلدان النامية والصاعدة قبل غيرها من دول العالم المتقدم.
ولعل الكلمات التي أدلى بها المهندس أحمد عز، رئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب، خلال قمة الصلب العربي الـ18، أصبحت تجسد الوضع الراهن لما وصلت إليه تلك الصناعة بالبلدان العربية، وما شابها من تحديات لم تقدر على مواجهتها دولة عربية بمفردها.
ووجّه عز رسالة عاجلة إلى حكومات البلدان العربية، ممثلة في وزراء التجارة والصناعة والاستثمار، تفيد بضرورة وضع سياسة صناعية موحدة تحمي صناعة الصلب العربي من المتغيرات غير المسبوقة .. وبجرأته المعتادة وفصاحته في الخطابة، قال أحمد عز، على حد تعبيره، إن النظام التجاري العالمي على وشك الانهيار بعد أن تجاهلت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تطبيق مبادئ وقوانين النظام التجاري الدولي، وكأن منظمة التجارة العالمية (WTO) لم تعد موجودة، وقد أعقب ذلك ممارسات حمائية غير مقبولة.
ودعا المهندس أحمد عز البلدان العربية بشكل عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، إلى ضرورة توخي الحذر وعقد لقاءات موسعة وصولًا إلى حلول جذرية تحمي صناعة الصلب العربي، وتمكّنها من الفوز بالفرص التي لا تزال قائمة، كما دعا إلى ضرورة إفساح الساحة للقطاع الخاص لمزيد من المشاركة في تنفيذ المشروعات الكبرى.
ولصدق الكلمات وخطورة المعلومات، وجدت كلمات رئيس قمة الصلب العربي الـ18 لعام 2025 صدى واسعًا لدى وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بسلطنة عُمان، قيس بن محمد اليوسف، والذي وعد من جانبه بعرض الموقف برمّته على دول مجلس التعاون الخليجي، والتواصل مع الجانب المصري مرة أخرى.
قمة مسقط للصلب
عديد من القضايا والمفاهيم والحلول غير التقليدية تبادلها أكثر من 600 من المسؤولين والمستثمرين والخبراء وممثلي الشركات الإقليمية والعالمية بقطاع الحديد والصلب، من خلال جلسات مؤتمر قمة الحديد والصلب الـ18، والتي امتدت على مدار يومين خلال الأسبوع الماضي بمدينة مسقط عاصمة سلطنة عُمان، وقد حرص كافة المشاركين بالقمة على حضور جميع جلسات المؤتمر، متبادلين وجهات النظر والرؤى المستقبلية حول القضايا التي ناقشها واستعرضها المتحدثون بجلسات المؤتمر، حيث تصدّر المشهد الحواري عدد من القضايا، لعل في مقدمتها رؤى قادة صناعة الصلب العربي لمواجهة تحديات وفرص الغد، والاستثمارات في البنية التحتية والإسكان والدور الذي تلعبه كمحرّك رئيسي للطلب على منتجات الصلب في الدول العربية، وفائض إنتاج الصلب العالمي الذي بلغ نحو 600 مليون طن، وكذلك السياسات الحمائية الجديدة، ومحاور أخرى بشأن التقنيات الحديثة في صناعة الصلب وتأمين إمدادات المواد الأولية لصناعة الصلب العربية، والتحديات اللوجستية والجيوسياسية التي يواجهها منتجو الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الطلب على تكنولوجيا الاختزال المباشر في ضوء مستقبل أسعار الغاز والخام، والتعريفات الجمركية في أسواق الصلب الرئيسية، ودور الحكومات في حماية صادرات الصلب العربية، فضلًا عن التحديات الخاصة بالخردة من خلال بناء اقتصاد دائري للصلب في العالم العربي.
وقد حرص المهندس أحمد عز، بوصفه أحد أكبر منتجي الحديد والصلب في الشرق الأوسط، على التحاور مع العديد من المشاركين والمتحدثين لتبادل وجهات النظر وصولًا إلى حلول غير تقليدية وخروجًا عن المألوف، من أجل النهوض بتلك الصناعة الاستراتيجية التي لا تزال تمثل حجر الزاوية لأي صناعة عربية مستهدفة تحقيق انطلاقة كبرى، وتُسهم في تصحيح المسار الاقتصادي وصولًا إلى معدلات نمو تمكّنها من البقاء بفاعلية على الساحة الإقليمية والعالمية.
قمة مسقط للصلب
»العقارية» رصدت كافة جلسات وفعاليات المؤتمر على مدى اليومين، وانفردت ببعض التصريحات والمعلومات، وإلى التفاصيل فيما يلي ..
أعلن المهندس أحمد عز، رئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب، بدء أعمال القمة الثامنة عشرة للاتحاد العربي للصلب في مسقط 2025، وذلك بعد ترحيب كبير بالحضور من أعضاء الاتحاد ومجلس إدارته، وكذلك ممثلي الشركات والمؤسسات المختلفة.
وأكد عز أن الاتحاد ليست له وظيفة سياسية، إلا أن ما يجري على الساحة العالمية والإقليمية يستوجب التعليق على الشأن العربي، مناديًا بوقف التشريد والتهجير القسري لأهل غزة، وهو ما بدأت مؤشراته باتفاق شرم الشيخ، مشددًا على أن الأمل يحدو الجميع لإنهاء هذه المأساة عبر حل سلمي، باعتباره تتويجًا للمواقف العربية الرائدة والقوية في مواجهة مشروعات التهجير وطمس الهوية، مشيرًا إلى أن الموقف المصري الصلب مثّل نموذجًا للخبرة المصرية التي تمتد لآلاف السنين في الدفاع عن مقدراتها ومقدرات الشعوب المجاورة، لافتًا إلى أن هذه المواقف ساهمت في كبح انحياز العالم لمشروعات التهجير القسري، وبدأت بوادر ذلك تظهر من خلال الجهود المصرية الرامية لإنهاء أعمال التخريب والتشريد والتطهير العرقي في غزة، حيث تلوح في الأفق آمال بقرب انتهاء هذه المأساة، ورؤية ضوء في نهاية نفق طويل.
وأكد عز أن القيادة السياسية المصرية كان لها دور رئيسي وأساسي في دعم القضية الفلسطينية، وهو ما يعكس مكانة مصر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن مصر طرحت رسالة سلام للعالم أجمع من أجل إنهاء الحرب، وهو ما تحقق بالفعل من خلال التوصل إلى اتفاق كامل على خطة الرئيس الأمريكي برعاية مصرية شاملة، مضيفًا أن مصر والدول العربية لعبت دورًا محوريًا وهامًا، وسجلت عبر مواقف قوية اتخذها قادة الدول العربية جميعهم دون استثناء، خلال الأسابيع والأيام والساعات الأخيرة، وأشار بصورة خاصة إلى مصر التي تقف على خط المواجهة المباشرة في هذه الأحداث، وتختلف عن غيرها من الدول في موقعها ومسؤولياتها.
وأشاد بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة السياسية المصرية، مؤكدًا أن الرئيس يتمتع ببعد رؤية وموقف صلب وواثق وهادئ، يستند إلى خبرة آلاف السنين التي مرت على الدولة المصرية، وأن كلمته كانت واضحة منذ البداية: «لا للتهجير المؤقت أو الدائم»، حيث أن لولا هذا الموقف الحاسم الذي اتخذته مصر منذ البداية، لكنا ما زلنا نستمع إلى أفكار «ريفييرا غزة»، والتي تحولت بفضل المواقف المصرية والعربية الصلبة إلى مسار مختلف تمامًا.
وأوضح المهندس أحمد عز أن الاتحاد العربي للحديد والصلب هو أقدم اتحاد نوعي عربي يمثل أعضاءه، ويسعى إلى تقريب وجهات النظر في الموضوعات المتعلقة بصناعة الصلب العربية بين الصنّاع والحكومات ومتخذي القرار في العالم العربي، ووجّه عز رسالة إلى الحكومات العربية وتحديدًا إلى وزراء الصناعة والتجارة في كل دولة، عبر الوزير قيس اليوسف، وزير التجارة والصناعة والاستثمار في سلطنة عمان، مؤكدًا أن صناعة الصلب العربية بحاجة إلى من «يحنو عليها» في ظل ما يشهده العالم من متغيرات كبيرة، فالعالم اليوم تغير رغم السير على النهج التنموي والتطويري والتجاري المتواصل طوال العقود الثلاثة الماضية.
رجل الأعمال أحمد عز
وأضاف قائلاً: قبلنا كصنّاع عرب، من خلال المفاوضين العرب في منظمة التجارة العالمية، بعدد من القرارات بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة لا تعرف الحدود أو الحواجز أمام التجارة، وقد بُني نموذج الاستثمار ليس فقط على الأسواق المحلية، بل على عمليات التصدير إلى الأسواق العالمية، موضحًا أن صناعة الصلب العربية اعتمدت في سياساتها على توجهات النظام الاقتصادي الدولي الذي يرسخ قيم حرية التجارة، ونموذج التنمية الذي يجمع بين أهمية الطلب المحلي وضرورة التصدير، الأمر الذي أدى إلى تخفيض متوسطات الرسوم الجمركية والالتزام بحماية براءات الاختراع والعلامات التجارية اتساقًا مع اتفاقية «تريبس»، فضلًا عن التوقيع على اتفاق المعالجات التجارية.
وأكد عز أنه على الرغم من قبول الدول العربية بهذه الالتزامات لتصبح جزءًا من النظام التجاري الدولي، بل وطرفًا في قضايا الإغراق والدعم ورسوم الوقاية في حالة الإفراط في الصادرات، إلا أن الدول صاحبة تلك الأفكار قد تحللت منها، وصارت الأسواق تُغلق، والحواجز تُرفع، والقواعد التجارية تختفي، حتى بدا النظام التجاري العالمي في السنوات الأخيرة وكأنه على وشك الانهيار، وكأن منظمة التجارة العالمية لم تعد موجودة.
وأكد أن الولايات المتحدة، استهدافًا لصناعة الصلب فيها، قامت برفع الحواجز الحمائية بما يتنافى مع قواعد وقوانين منظمة التجارة العالمية، وذلك عقب الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث فرضت رسومًا بنسبة 25%، واستمرت تلك السياسات في عهد الرئيس جو بايدن أيضًا، إلا أن الولاية الجديدة للرئيس ترامب شهدت مضاعفة هذه الحواجز الحمائية لتصل إلى نحو 50%، ولم تكتفي الولايات المتحدة بذلك فحسب، بل بدأت في التعامل مع كل دولة على حدة.
وذكر أن الاتحاد الأوروبي أصدر مجموعة من القرارات هدفها الأساسي إرضاء الولايات المتحدة، من خلال فرض قيود على عمليات الاستيراد من الخارج، بل وشارك في فرض حصص متناقصة للتصدير إلى أسواقه، وأصبحت الأسواق العربية تُتَّهم بأنها لا تحمي أسواقها كما يجب أمام الصادرات المغرقة من الصين، بل وتُوجه إليها اتهامات بعدم حماية صناعتها المحلية، في حين أنها تمتلك فائضًا يتعين عليها تصديره إلى أسواق أخرى.
وأكد أن السوق العربية بحاجة إلى سياسة صناعية عربية موحدة ومتكاملة تخص قطاع الصلب، على غرار ما هو موجود في الاتحاد الأوروبي، بحيث تُقر حدودًا للحماية، ليس لأن صناعة الصلب غير كفؤة أو ضعيفة، بل لمواجهة الهجمات الحمائية المتتالية التي تتعرض لها، موضحًا أن الاستثمارات والإنتاج الموجه للتصدير أصبحا في مواجهة اتهامات كثيرة وكبيرة، كما أن الإيمان بالقواعد السابقة التي تم التنصل منها من قبل واضعيها لم يعد له محل في العالم.
رجل الأعمال أحمد عز
وصرّح بأننا نُلام اليوم على عدم قدرتنا على حماية صناعة الصلب العربية، بل ونسمح للغرماء - كالصين التي تتخفى في عباءة فيتنام، واليابان التي تمتلك فائضًا كبيرًا من الصلب في ظل اقتصاد ناضج - بالتغلغل في الأسواق العربية، مما ساهم في زيادة الفائض من الإنتاج العربي من الصلب، والذي يتجه بدوره إلى الأسواق الأوروبية، وأشار إلى أننا نلاحظ حاليًا أن صوت المستورد أصبح أكثر تأثيرًا من صوت الصانع، الذي لا يستطيع التواصل إلا عبر حكومته، مما يؤكد أن الخيار الأول لاستمرار النمو هو الاعتماد على أسواقنا العربية.
وتابع المهندس أحمد عز قائلًا: بدأت العمل في مجال الصلب في أوائل الثمانينيات، حين كان إنتاج العالم يبلغ نحو 600 مليون طن، أما اليوم فقد بلغ الفائض في الطاقات الإنتاجية هذا الرقم تقريبًا، وهذا الفائض لا يأتي من الصين وحدها، بل من مناطق أخرى في العالم، ويتم تحويله إلى طاقات تصديرية موجهة لأسواق متعددة، وأشار إلى أن هذا الوضع يتطلب التعامل بحكمة مع أزمة الطاقات الفائضة، مع مراعاة مراحل النمو التي تمر بها الدول، فبلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا يتراجع عدد سكانها، ومع ذلك يستمر إنتاجها من الصلب في الزيادة، وهو ما يؤثر سلبًا على التوازن العالمي، الأمر الذي يستدعي التعامل مع الموارد العالمية بعقلانية أكبر.
وشدد المهندس أحمد عز على أن صناعة الصلب العربية تمثل ركيزة رئيسية للنمو والتطور، ومصدرًا كبيرًا لفرص العمل وتطوير القدرات، مؤكدًا أن للاتحاد العربي للحديد والصلب – الذي مثل على مدى نصف قرن الشركات العربية العاملة في القطاع – دورًا محوريًا في استغلال الفرص الناشئة والتغلب على التحديات التي تواجه الصناعة.
كما أكد وجود العديد من الإيجابيات، من بينها أن العالم العربي يُعد من رواد إنتاج الصلب، وأن عدد السكان في تزايد مستمر، مما يمنح آفاقًا إيجابية للطلب على منتجات الصلب، وأشار إلى أن عدد مستهلكي الحديد قارب على 60 مليون مستهلك، خاصة وأن إجمالي الناتج المحلي في الدول العربية يشهد زيادة مطردة، فضلًا عن أن كثيرًا من الدول العربية تمتلك الموارد والقدرات اللازمة لتحقيق النجاح والنمو.
وأوضح أن معظم النمو المتحقق كان نموًا حقيقيًا مرتبطًا بالاقتصادات الوطنية، حيث شهد القطاع نموًا جيدًا خلال السنوات الماضية، وشدد على أن آفاق النمو المستقبلية تتطلب تجاوز التحديات الحالية، والتي من أبرزها أن استهلاك الصلب في المنطقة العربية ما زال منخفضًا مقارنة بأوروبا الغربية، وأن إنتاج اللفائف والصلب المسطح، وهو المنتج الأساسي في صناعة الصلب العالمية، لا يزال متأخرًا بشدة في العالم العربي، إضافة إلى انخفاض أسعار تصدير منتجات الصلب، وتراجع أسعار الصلب بشكل عام مقارنة بأسعار منتجات أخرى أقل تعقيدًا ولا تتطلب هذا القدر الكبير من الإنفاق الاستثماري الكثيف.
وأكد عز على أن قطاع الصلب يمثل ركيزة أساسية للنمو، وأن المجال الأوسع للتطور لا يكمن في التصدير فقط، بل في تنشيط الطلب المحلي على منتجات الصلب من خلال التوسع في النمو الصناعي، وتسهيل منح التصاريح والأراضي للمستثمرين، وكذلك تسهيل إجراءات البناء للأفراد والقطاع الخاص.
كما أكد على تصاعد الاتجاهات الحمائية في صناعة الصلب، موضحًا أن القواعد التجارية العالمية شارفت على الانهيار في ظل طغيان الحمائية على مستوى العالم، وأضاف أن هناك تحالفًا واضحًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتنسيق الحمائي وفرض المزيد من القيود التجارية على الدول الصغيرة، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي أطلق خطة دعم بقيمة 700 مليار دولار لدعم قطاع السيارات في بلاده، في الوقت الذي أخضع فيه عشرات الشركات لتحقيقات دعم وإغراق دون سند تجاري حقيقي، متهمًا إياها «دون مبرر» بوجود علاقات تجارية مع الصين تبرر فرض القيود الحمائية عليها.
رجل الأعمال أحمد عز
ووجّه عز بضرورة الانتباه عند توقيع الاتفاقيات الثنائية ومراجعة شروطها بعناية، والاستعانة بالخبرات المتخصصة في هذا المجال لتجنّب التوقيع على اتفاقيات ملزمة لا تتوافق مع الأوضاع التجارية والتنموية للدول الموقعة عليها، موضحًا أن شركات الصلب العربية تواجه تحديات عدة أثرت على هياكل التكلفة لديها، مشيرًا إلى أن منظمة «أوبك» فرضت نظام تسعير قائمًا على مناقصات ذات طابع مبهم للغاية، ما انعكس على استقرار الأسواق.
ونوّه عز إلى وجود مجموعة من العوامل التي يمكن أن تسهم في دعم الصناعات العربية، وفي مقدمتها إعادة التوازن بين المشروعات الحكومية المخططة مركزياً ومبادرات القطاع الخاص، ولا سيما في قطاعات التشييد والبناء، ومنح الرخص، وتأسيس الشركات، كما أكد أهمية التخطيط الدقيق لرفع معدلات استهلاك الصلب عبر تنمية الصناعات المساندة مثل صناعة السيارات والأجهزة الكهربائية المعمرة والسفن وغيرها، مقترحًا تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم هذا التوجه، مع ضرورة الاهتمام بالموارد البشرية العربية القادرة على الابتكار والنمو وتقديم المبادرات التي تدعم الصناعة.
وأكد المهندس أحمد عز أن الفرص في المنطقة العربية لا تزال قائمة، وأن الأوضاع مهيأة لتحقيق مزيد من التطوير والنجاح خلال المستقبل القريب، موضحًا أن نمو صناعة الصلب يتطلب العمل في اتجاهين؛ أولهما الاستثمار الخلفي لتعظيم القيمة المضافة، من خلال التيسير على مستثمري المواد الخام وتشجيعهم على الدخول في قطاعات مثل التكرير، وثانيهما التطوير المستمر في مواصفات منتجات الصلب العربية للتغلب على الممارسات الحمائية والقيود التجارية المتصاعدة، عبر طرح التحديات أمام الحكومات والانطلاق نحو التوسع في الإنشاء والتعمير وتيسير الإجراءات أمام الأفراد والمستثمرين.
وفي السياق ذاته، قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب، إن قمة الحديد والصلب لهذا العام تجمع العديد من الشركات العاملة والموردة لصناعة الصلب في المنطقة العربية، موضحًا أن القمة تمثل منصة تجمع قادة القطاع والخبراء وصناع القرار من داخل المنطقة وخارجها، لتبادل الخبرات ومناقشة التوجهات المستقبلية واستكشاف الفرص الاستثمارية، والمساهمة في صياغة مسار صناعة الحديد والصلب على المستويين الإقليمي والدولي.
رجل الأعمال أحمد عز
وأشار إلى أن انعقاد القمة يأتي في وقت يشهد فيه قطاع الحديد والصلب العالمي تحولات جوهرية وتطورات متسارعة تفرض على المنتجين في المنطقة العربية تحديات متزايدة، تدفعهم إلى تكثيف جهودهم للتحول وضمان استدامة عملياتهم على المدى الطويل، مضيفًا أن أهداف القمة تتوافق مع الاستراتيجية الصناعية الرامية إلى تعزيز تنافسية القطاع الصناعي وترسيخ ثقافة الابتكار، بما يعزز دور القمة في دفع مسيرة تطور صناعة الصلب، ودعم جهود التنويع الاقتصادي، وخلق فرص مستدامة للمستقبل، فضلًا عن بحث استراتيجيات النمو والحلول التكنولوجية ونماذج التعاون التي ستشكل مستقبل هذه الصناعة.
وأوضح أن الاتحاد العربي للحديد والصلب، كغيره من منظمات الأعمال الدولية والإقليمية والعربية، يهدف إلى رعاية مصالح الأعضاء وتنمية صناعة الصلب في العالم العربي، وإبراز دورها أمام المجتمعات والحكومات، والدفاع عن مصالحها أمام التجمعات والاتحادات الدولية المناظرة، إلى جانب سعيه الدائم لتحقيق النمو، وصياغة الأفكار والمقترحات التي تُقدَّم لصناع القرار، خصوصًا في ظل الكتل التجارية التي أصبحت ذات تأثير وقوة متزايدة خلال السنوات الأخيرة.
وفي السياق ذاته، قال: تواجه صناعة الصلب العربية تحديات كبرى تتمثل في فائض الطاقة الإنتاجية العالمية، وتقلبات الأسواق، والضغوط البيئية، والتطور التكنولوجي السريع، وأصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى دراسة الأسواق بدقة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية للحفاظ على القدرة التنافسية، وفي ظل الحروب التجارية العالمية بات على صناعة الحديد والصلب أن تتكيف بسرعة لضمان البقاء، مع الحفاظ على دورها الحيوي في الاقتصادين الإقليمي والعالمي، ففهم الاتجاهات العالمية والإقليمية، واستشراف التغيرات المستقبلية، والاعتماد على تحالفات قوية، تعد عوامل حاسمة للنجاح في هذه المرحلة التحولية، ومن خلال التعاون وتبادل الخبرات وتطوير الشراكات المستدامة يمكن مواجهة التحديات واغتنام الفرص المتاحة.
وأشار عز إلى أنه في ظل التحولات المتسارعة على الساحة العالمية، تجد صناعة الصلب العربية نفسها أمام مفترق طرق استراتيجي، حيث تُعيد التغيّرات الجوهرية في مجالات الطاقة والبيئة والرقمنة رسم ملامح سلاسل القيمة الصناعية، وتُغيّر نماذج الأعمال، وتُعيد توزيع موازين التجارة الدولية، ومع تصاعد القيود الجمركية والبيئية، وتزايد التحديات المرتبطة بالتكلفة واللوائح التنظيمية، إلى جانب تسارع استثمارات الدول المتقدمة في مشاريع الصلب الأخضر، أصبح من الضروري أن تبلور الدول العربية رؤيتها الاستراتيجية بوضوح، وتحدد موقعها في المشهد الصناعي العالمي الجديد.
وأوضح عز أن الاستخدام الأهم لصناعة الصلب عالميًا هو الاستخدام الصناعي، بينما الاستخدام الأوسع في مصر والعالم العربي يتركز في قطاعي التشييد والبناء. وأشار إلى أن مصر والسعودية تشهدان حاليًا العديد من المشروعات التي تزيد من معدلات استخدام الحديد والصلب، في حين تمتلك المغرب صناعة سيارات تعتمد بشكل رئيسي على منتجات الصلب، كما لفت إلى أن إيطاليا تستقطب العديد من الفنيين المصريين خريجي المعاهد الفنية لتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل في الشركات الإيطالية أو في أسواق أخرى.
وأكد أن نجاح صناعة الحديد والصلب لا يقوم على التصدير فقط، خاصة في ظل ما قامت به الصين من القضاء على الصناعات الصغيرة، موضحًا أنه في حال دخول الشركات العربية السوق العالمية من باب التصدير ستواجه العديد من التحديات والعقبات في أسواق مختلفة، وأضاف أن تطوير هذه الصناعة يتطلب التوسع في منح التمويلات العقارية للمشروعات في مختلف الدول، مع ضرورة تبنّي سياسات نقدية مرنة تراعي أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابًا على نمو صناعة الصلب في الدول العربية.
رجل الأعمال أحمد عز
وأشار عز إلى أنه سيتم اختيار مقر انعقاد قمة الصلب سنويًا في عاصمة عربية مختلفة، باعتبار أن الاتحاد يمثل كافة الشركات العاملة في صناعة الصلب، موضحًا أن القمة تضمنت مجموعة من المناقشات الاقتصادية ذات التقاطعات المباشرة مع قطاع الحديد والصلب، بمشاركة نخبة من الخبرات الدولية والعالمية والمحلية المهتمة بهذه الصناعة، إلى جانب مناقشة القضايا التجارية والبيئية والتطورات الراهنة في التجارة الدولية، فضلًا عن استعراض التقنيات الحديثة ذات الخصوصية في مجال صناعة الصلب.
وأضاف أن هناك رسالة تم توجيهها إلى وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بسلطنة عُمان، تتناول التكتلات العالمية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللذين يتجهان إلى تطبيق سياسات حمائية لصناعة الصلب في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة، والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا التي دفعت الاتحاد الأوروبي لإعادة بناء قدراته التسليحية، وأكد أن العالم بات ينظر إلى صناعة الصلب كصناعة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها، مشددًا على أهمية تأمين احتياجات الدول العربية ذاتيًا، وضمان استمرارية الصناعة وحمايتها، بدلًا من الاعتماد على واردات من دول قد تتغير تحالفاتها مستقبلًا.
وحذّر من أن استمرار رفع الحواجز الحمائية في العالم سيجعل من الدول العربية سوقًا مستقبلية لفوائض الدول الأخرى، ما لم تتخذ خطوات فاعلة لحماية صناعتها الوطنية، ودعا إلى تحريك هذه الرسالة وتوجيهها إلى الحكومات العربية، لتعزيز التعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والخاص، مؤكدًا في الوقت ذاته حاجة المنطقة إلى سياسة عربية موحدة لصناعة الصلب.
وأوضح أن وزير التجارة والصناعة العُماني وعد بنقل هذه الرسالة إلى مجلس التعاون الخليجي لمناقشتها، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات التجارية التي تشمل الرسوم الجمركية والمعالجات التجارية، مع الاتجاه نحو تطبيق رسوم جمركية موحدة على مستوى العالم العربي، ووضع سياسات وقائية مشابهة لتلك المتبعة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، إلى جانب دول أخرى تسير على نفس النهج. وبيّن عز أن هذه الخطوات من شأنها أن تقود إلى صياغة رؤية عربية موحدة أكثر مرونة، تتيح تحقيق التكامل بين الدول العربية التي تمتلك فوائض إنتاجية وتلك التي تعاني من فجوات في احتياجاتها، مع ضرورة مناقشة قضايا الطاقة وآليات تسعيرها، بما يساهم في وضع خارطة طريق وتهيئة بيئة عمل مناسبة لجميع العاملين في الصناعة، مؤكدًا أن من الممكن الوصول إلى سياسة تنفيذية قابلة للتطبيق من قبل الحكومات العربية.
رجل الأعمال أحمد عز
وذكر في تصريحات خاصة لـ العقارية أن صناعة الصلب في الدول العربية انتهجت خطوات جيدة نحو التحديث وزيادة الطاقة الإنتاجية والتي تتضمن مجموعة من المحاور، في ظل وجود برامج طموحة لتحديث وتطوير هذه الصناعة، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية لديها برنامج واعد لزيادة الإنتاج وتحديثه، خاصة وأن المملكة لديها رؤية 2030 ولما لها من صدي في صناعة الصلب السعودية، الأمر الذي يؤكد على أنها جادة في ظل الطلبات التي تتماشي مع الخطط التوسعية للمملكة.
وأكد أن مصر تعد قاعدة ضخمة في صناعة الطلب في الشرق الأوسط، خاصة وأن صناعة الصلب الحديثة بالدول العربية بدأت في عام 1936 بمدينة الإسكندرية المصرية، بمصانع الدلتا والنحاس، لتتطور تلك الصناعة في حقبة الستينيات من خلال الشركة الأم بحلوان، كما أن السوق المصري لديه مجموعة كبيرة من الشركات العاملة في هذه الصناعة لعل منها حديد المصريين وبشاي والعشري للصلب.
وذكر بأن الجزائر أصبحت أيضًا أحد الروافد الهامة في صناعة الصلب، كما أن دولة قطر تمتلك استثمارات كبيرة في هذه الصناعة أيضًا، وكذلك حديد الإمارات التي حققت نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية، ونأمل أن تستمر في تحقيق تلك النتائج، كما أن ليبيا بدأت تستعد طاقتها الإنتاجية، وأيضًا المغرب لما تتميز به من تقدم في صناعة السيارات، مؤكدًا أن الاتحاد العربي للصلب يأمل في استمرار الطفرات التي حققتها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن مجموعة عز لديها استثمارات جديدة في السوق المصري، مستهدفة تعظيم الإنتاج وزيادته خلال الفترة المقبلة، في ظل التطور الكبير الذي شهدته البنية الأساسية التي شهدها السوق المصري مؤخرًا، سواء في الطرق والطاقة الكهربائية والموانئ، في ظل تميز الموقع الجرافي لمصر ووجود موانئ تطل على البحرين الأحمر والمتوسط خاصة هذه الموانئ بها أرصفة تصنف على أنها الأعمق بين الدول العربية.
ونوه إلى أن السوق المصري يتميز أيضًا بوفرة في انتاج الغاز الطبيعي والتعداد السكاني، وهذا ما يؤكد زيادة الطلب علي الحديد في السوق المصري، وهو ما يمثل دافعًا وحافزًا لشركات الصلب لزيادة الاستثمارات، مرحبًا الاستثمارات الخارجية في هذا القطاع من الدول العربية، سواء بالذهاب إلى هذه الأسواق أو جذب استثمارات تلك الدول إلى السوق المصري، خاصة وأنه حان الوقت للتعاون المشترك بين الدول العربية.
وصرح بأن سلطنة عمان تمتلك مقومات كبيرة في كافة القطاعات الاستثمارية، بل ولديها الرغبة للمشاركة في الإنتاج والعمل، خاصة في ظل وجود وفرة الغاز الطبيعي وقدرتها على استقطاب العديد من الصناعات لعل أبرزها الاستثمارات البرازيلية في التكورير والمغذية لصناعة الصلب المنطقة العربية، نظرًا لما تقدمه من مواد خام حاكمة لهذه الصناعة، مؤكدًا أن عمان تمتلك مقومات في الموانئ أيضًا التي تعد من أعمق الموانئ بالمنطقة، في ظل قوة سكانية كبيرة قادرة علي إحداث الفارق، لتصبح عمان أحد أهم المحطات المهمة لهذه الصناعة.
رجل الأعمال أحمد عز
وفي ختام كلمته، شدد عز على أن الاتحاد العربي للحديد والصلب، كغيره من المنظمات الإقليمية والدولية المناظرة، يهدف إلى رعاية مصالح أعضائه وتنمية صناعة الصلب، وإبراز دورها والدفاع عن مصالحها أمام الاتحادات الأخرى، في ظل التحديات الكبرى التي تواجه الصناعة، ووجّه رسالة شكر وتقدير إلى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، وإلى وزير التجارة والصناعة قيس بن محمد اليوسف وأعضاء الوزارة، على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم ودعمهم لإنجاح المؤتمر، مؤكدًا أن اختيار مدينة مسقط كان اختيارًا موفقًا لاستضافة هذه القمة المهمة.