أكدت رانيا يعقوب، خبيرة أسواق المال، أن السوق المصري ما زال يسيطر عليه المستثمرون الأفراد، الذين يتحكمون في أحجام السيولة وحركة التداول بشكل كبير، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعد من أبرز أسباب غياب الصعود القوي لمؤشر EGX30 خلال الفترة الماضية.
وأوضحت يعقوب في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، أن دور المؤسسات يشهد تراجعًا واضحًا منذ سنوات، نتيجة غياب الطروحات الحكومية الكبرى التي عادة ما تجذب استثمارات مؤسسية محلية وأجنبية، مؤكدة أن هذا التراجع انعكس على أداء السوق واتجاهاته.
وفيما يتعلق بقطاع مواد البناء والإسمنت، أشارت يعقوب إلى أن القطاع يشهد انتعاشة قوية مؤخرًا مدفوعًا بتوقعات دخول مصر في عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بالإضافة إلى المشاريع العقارية الجديدة في مناطق مثل رأس الحكمة والبحر الأحمر. ووصفت القطاع العقاري بأنه "الحصان الأسود للاقتصاد المصري"، نظرًا لارتباطه بأكثر من 90 صناعة فرعية.
وحول مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة، أكدت يعقوب أن المفاوضات تتركز حول ملف الطروحات الحكومية ومشاركة القطاع الخاص، لافتة إلى أن تحسن مؤشرات الاقتصاد مؤخرًا، واستقرار سعر الصرف وارتفاع الإيرادات الدولارية من السياحة والتحويلات والصادرات، كلها عوامل تسهم في تسهيل مهمة الفريق المصري خلال الاجتماعات الجارية.
كما تناولت يعقوب ملف طروحات شركات تابعة للقوات المسلحة في البورصة المصرية، مؤكدة أن نجاح هذه الطروحات يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية: الترويج الجيد، التسعير المناسب، والتوقيت المدروس. وأضافت أن هذه الشركات قوية وتعمل في قطاعات جاذبة، وأن توفير جدول زمني واضح ومعامل خصم مناسب للمستثمرين سيجعل هذه الطروحات ناجحة، مما سينعكس إيجابًا على أداء السوق المصري.