يُشيَّع جثمان الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ظهر اليوم الثلاثاء، عقب صلاة الظهر من الجامع الأزهر الشريف، في مشهد مهيب يليق بمكانته العلمية والدعوية التي رسّخها عبر مسيرة حافلة امتدت لعقود طويلة في خدمة الإسلام والسنة النبوية.
ومن المقرر أن يُنقل الجثمان عقب صلاة الجنازة إلى الساحة الهاشمية بقرية بني عامر التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث يُدفن في مدافن العائلة عقب صلاة العصر.
موعد العزاء بالشرقية والقاهرة
أعلنت أسرة الفقيد أن العزاء سيقام اليوم بالساحة الهاشمية بقرية بني عامر مسقط رأس الدكتور أحمد عمر هاشم، ليتمكن أهالي الشرقية ومحبيه من وداعه.
كما يُقام عزاء آخر يوم الخميس المقبل بمدينة القاهرة، ليتيح الفرصة لتلاميذه ومحبيه من مختلف المحافظات والعواصم العربية المشاركة في تقديم واجب العزاء في أحد كبار علماء الأزهر الشريف.
وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم.. العالم الإسلامي يودع قامة علمية كبيرة
نعت الصفحة الرسمية للدكتور أحمد عمر هاشم عبر موقع التواصل الاجتماعي رحيله، قائلة: “ننعي إلى العالم العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم.. نسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأن يجعل الجنة مثواه وأن يلهمنا وإياكم الصبر والاحتساب”.
وبرحيله، فقدت الأمة الإسلامية أحد أبرز علمائها الذين أفنوا حياتهم في خدمة الدعوة ونشر علوم الحديث النبوي الشريف والدفاع عن قيم الوسطية والاعتدال.
مسيرة علمية حافلة بالإنجاز والعطاء
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير عام 1941 بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، ثم حصل على الإجازة العالية في الحديث وعلومه عام 1967، تلتها درجة الماجستير عام 1969، ثم الدكتوراه في الحديث وعلومه، ليتدرج بعدها في السلك الأكاديمي بالكلية حتى نال درجة الأستاذية عام 1983.
وقد تولّى الراحل العديد من المناصب العلمية والإدارية، أبرزها رئاسة جامعة الأزهر عام 1995، وعضويته في مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى جانب عضويته في مجلسي الشعب والشورى، حيث مثّل صوت الأزهر والعلم والدعوة في المحافل الوطنية والدولية.
إرث علمي خالد ومكانة رفيعة في تاريخ الأزهر
خلّف الدكتور أحمد عمر هاشم إرثًا علميًا ضخمًا تمثل في عشرات المؤلفات والأبحاث في علوم الحديث والسنة النبوية، إلى جانب مشاركاته المتعددة في المؤتمرات العلمية والدينية داخل مصر وخارجها، وبحوثه المنشورة في المجلات العلمية المحكمة.
وفي عام 2012 (1433 هـ)، تم اختياره عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ضمن تشكيلها الأول بعد عودتها، تقديرًا لعطائه العلمي ومكانته الرفيعة بين علماء الأمة.
كما عُرف الراحل بخطابه الدعوي المؤثر وظهوره الإعلامي المتميز، إذ كان حاضرًا في البرامج الدينية التي لامست قلوب الملايين بخطابه الوسطي ورسائله التي تدعو إلى التسامح والاعتدال ونبذ التطرف.
الأزهر الشريف يودّع أحد رموزه
برحيل الدكتور أحمد عمر هاشم، يفقد الأزهر الشريف والعالم الإسلامي أحد كبار رموزه وأعمدته، الذي كرّس حياته لنشر رسالة الإسلام السمحة وتعليم الأجيال علوم الحديث النبوي الشريف.
وسيبقى أثره العلمي والدعوي شاهدًا على مسيرته المضيئة، وسيرته نبراسًا يهتدي به طلاب العلم والدعاة في كل مكان