مطالبا بكادر خاص.. زاهي حواس: مرتبات مرممي الأثار أقل من موظفي التموين

قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، إن واقعة سرقة اللوحة الأثرية من مقبرة "خنتي كا" بسقارة تؤكد ضرورة النظر إلى المشكلة من جذورها، مشددًا على أن القضية ليست في سرقة قطعة أو أخرى، بل في غياب منظومة حديثة لحماية التراث المصري.

وأضاف حواس خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم ببرنامج كلمة أخيرة: "إحنا للأسف لما بتتسرق قطعة آثار، الأسورة أو اللوحة، الدنيا بتتقلب، وبعد أسبوع أو عشرة أيام الموضوع بيتنسى. لازم نبص للمشكلة ونشوف نحلها إزاي".

وأوضح أنه عندما تولى الآثار عام 2002 وجد مخازن متهالكة، فتعاقد مع القوات المسلحة لبناء 50 مخزنًا، مشيرًا إلى أننا الآن في القرن الـ21 ويجب تطوير المنظومة بالكامل.

 وقال: "الأثريين اللي ماسكين المخازن لازم يتدربوا على تسجيل الأثر على الكمبيوتر وتصويره وترميمه على أعلى مستوى".

وأكد حواس أن القائمين على التراث المصري من أثريين ومرممين ومهندسين يتقاضون مرتبات أقل من موظفي التموين، مضيفًا: "لابد العاملين في الآثار يبقى لهم كادر خاص، دول ناس بنأمنهم على تراث مصر اللي لا يقدر بملايين، أقوم أديهم ملاليم عشان يصونوا الآثار؟ مش هيصونها".

وأشار إلى أنه لا توجد أجهزة كمبيوتر أو نظام تكويد داخل مخازن الآثار، قائلاً: "إحنا لسه شغالين بالدفاتر القديمة"، مؤكدًا ضرورة مواكبة العصر بتقنيات حديثة وتدريب العاملين ورفع مرتباتهم.

وعن إمكانية دعم اليونسكو للمشروع، قال حواس: "دي مش محتاجة اليونسكو، دي محتاجة الوزير المختص يتواصل مع الأجهزة اللي ممكن تعمل الكادر الخاص ده".

وأضاف: "الموضوع محتاج دراسة، ودورات تدريبية للأثريين على التسجيل والتصوير والترميم، والمخازن لازم تتحول لمخازن متحفية".

وكشف حواس أن مقبرة "خنتي كا" تعود للأسرة الخامسة وكانت تُستخدم كمخزن للآثار، مضيفًا: "المقبرة دي مختومة بختم مفتش، لا يمكن تتفتح من غير ختم المفتش، والبعثة الأسترالية لما فتحتها اكتشفت اختفاء اللوحة، وده بعد مقارنة الصور المأخوذة عام 2019".

وأكد أنه سعيد بتحويل القضية إلى النيابة العامة، قائلاً: "أكيد النيابة في النهاية هتوصل للمتسبب، لكن الأهم إننا نحل المشكلة من جذورها".