أوبك بلس على أعتاب قرار حاسم بشأن زيادة إنتاج النفط وسط تقلبات الأسعار العالمية


الجريدة العقارية الاحد 05 أكتوبر 2025 | 01:03 مساءً
أسعار النفط
أسعار النفط
حسين أنسي

تستعد منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاؤها في مجموعة "أوبك بلس" لعقد اجتماع افتراضي حاسم اليوم الأحد الموافق 5 أكتوبر 2025، وسط ترقب عالمي لقرار مصيري قد يحدد اتجاه أسعار الطاقة خلال الأشهر المقبلة.

ويُنتظر أن يناقش الاجتماع، الذي يضم ثمانية من أبرز المنتجين في التحالف، إمكانية زيادة إنتاج النفط بمقدار يصل إلى 500 ألف برميل يوميًا، في خطوة تهدف إلى موازنة السوق بعد تراجع الأسعار خلال الأسبوع الماضي بنحو 8% لتسجل أقل من 65 دولارًا للبرميل.

قرارات مرتقبة وسط تباين المواقف

وفقًا لتقارير صادرة عن بنك "غولدمان ساكس"، فإن الزيادة المحتملة في الإنتاج قد تكون أقل من المتوقع، وربما لا تتجاوز 137 ألف برميل يوميًا، في ظل رغبة بعض الأعضاء في التريث خشية التأثير على استقرار السوق.

وكانت المجموعة قد بدأت منذ أبريل الماضي في رفع إنتاجها تدريجيًا بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا، بعد فترة من التخفيضات الواسعة التي اتخذتها لمواجهة انخفاض الأسعار خلال السنوات الماضية، في محاولة لاستعادة الحصة السوقية المفقودة لصالح منتجين من خارج التحالف، مثل الولايات المتحدة والبرازيل.

الاجتماع، الذي يشارك فيه ممثلون عن السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، سيبحث الخطوات المقبلة لاستراتيجية الإنتاج، في وقتٍ تواجه فيه الدول الأعضاء تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة تؤثر في قراراتها.

السعودية وروسيا في قلب التوازن

تعد السعودية أكبر منتج داخل أوبك بلس، وهي الطرف الأكثر تأثيرًا في تحديد سياسة الإنتاج المستقبلية، حيث تسعى إلى زيادة إنتاجها لتعويض جزء من حصتها السوقية التي فقدتها خلال فترة خفض الإنتاج.

ومع ذلك، تواجه المملكة معادلة دقيقة بين الرغبة في التوسع الإنتاجي والحفاظ على الأسعار عند مستويات تضمن توازنًا ماليًا مريحًا، إذ لا تزال الأسعار الحالية أقل من المستوى المطلوب لتحقيق الاستقرار المالي المحلي.

أما روسيا، فتواجه تحديات مختلفة، إذ تعاني من قيود فنية واقتصادية بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، ما جعل قدرتها الإنتاجية القصوى لا تتجاوز 9.45 مليون برميل يوميًا، في حين يبلغ إنتاجها الحالي نحو 9.25 مليون برميل يوميًا.

ضغوط أمريكية وتحديات السوق

في المقابل، تواصل الولايات المتحدة الضغط على دول أوبك بلس لزيادة الإنتاج بهدف خفض أسعار النفط عالميًا والحد من التضخم، خاصة في ظل تراجع الطلب في بعض الأسواق الأوروبية والآسيوية.

لكن العديد من الخبراء يرون أن أي زيادة كبيرة في الإنتاج قد تؤدي إلى تخمة في المعروض، وهو ما قد يفاقم انخفاض الأسعار ويؤثر سلبًا على عائدات الدول المنتجة.

نحو تحول استراتيجي في سياسة أوبك بلس

في حال تمت الموافقة على زيادة الإنتاج بمقدار نصف مليون برميل يوميًا، فستُعتبر هذه الخطوة تحولًا في سياسة المجموعة التي اعتمدت خلال السنوات الأخيرة على خفض الإنتاج لدعم الأسعار.

ويرى محللون أن قرار اليوم سيعكس قدرة التحالف على الموازنة بين مصالح الأعضاء المختلفة، خصوصًا بين من يسعون إلى تعزيز الحصة السوقية ومن يفضلون الحفاظ على أسعار مرتفعة.

ويُتوقع أن يكون قرار "أوبك بلس" اليوم أحد أكثر القرارات تأثيرًا على السوق منذ بداية عام 2024، إذ سيحدد ملامح المرحلة المقبلة من السياسة النفطية العالمية في ظل استمرار التقلبات الاقتصادية وضعف الطلب في بعض الأسواق الكبرى.