هيئة البث الإسرائيلية: القوات البحرية تبدأ السيطرة على «أسطول الصمود»


اعتقالات بين المشاركين وسط إدانات دولية وتصاعد الاحتجاجات في أوروبا

الجريدة العقارية الاربعاء 01 أكتوبر 2025 | 11:49 مساءً
أسطول الصمود
أسطول الصمود
حسين أنسي

بدأت قوات البحرية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، السيطرة على سفن أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، في وقت أكدت فيه هيئة البث الإسرائيلية أن القوات باشرت بالفعل عملية اعتراض السفن، بينما نشر الأسطول مقاطع مصورة تظهر استخدام مواد كيميائية ضد القوارب المدنية المشاركة في المهمة الإنسانية.

وأفادت تقارير صادرة عن هيئة البث الإسرائيلية، بأن القوات البحرية الإسرائيلية اعتقلت عدداً من المشاركين على متن سفينتي "ألما" و"سايرس"، كما فُقد الاتصال مع غالبية السفن المشاركة في القافلة، التي تضم أكثر من 45 قاربًا تحمل مساعدات إنسانية من مواد غذائية وطبية إلى غزة.

وأظهر مقطع فيديو نُشر عبر حساب الأسطول على منصة إنستغرام صورة ظلية لما بدا أنها سفينة عسكرية إسرائيلية مزودة ببرج مدفعي بالقرب من القوارب المدنية. وأكدت وكالة "رويترز" أن الفيديو تم تصويره من داخل إحدى سفن الأسطول، لكنها لم تتمكن من التحقق من هوية السفينة أو وقت التقاطه.

وفي مقطع آخر نُشر عبر منصة "إكس"، ظهر أحد النشطاء وهو يقول باللغة العربية:

"نحن نحمل حليب الأطفال والأدوية في مهمة إنسانية.. ليس من حقكم إيقافنا".

كما نشر الأسطول مقطعًا للناشط البرازيلي تياغو أفيلا أثناء تلقيه اتصالًا من مجندة إسرائيلية تطالبه فيه بتغيير مسار القافلة، محذّرة من التوجه نحو غزة باعتباره "مخالفة للقانون". وردّ أفيلا قائلًا إن الأسطول يبحر في مياه إقليمية باتجاه سواحل فلسطينية، مؤكدًا أن ما تفعله إسرائيل "يخالف القانون الدولي" ويعدّ "محاولة غير مشروعة لعرقلة مهمة إنسانية".

وأضاف الناشط البرازيلي في حديثه: "من واجبنا الأخلاقي رفض أي محاولة من قبل قوة احتلال للسيطرة على المساعدات الإنسانية المقدّمة للشعب الفلسطيني في غزة. نحن لا نعترف بإسرائيل كجهة شرعية لتقديم المساعدات، لأن غزة تملك الحق في السيطرة على حدودها"، مشيرًا إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت حكمًا مؤقتًا يمنع عرقلة المهام الإنسانية إلى غزة.

وفي المقابل، نشرت الخارجية الإسرائيلية مقطعًا مصورًا يظهر مجندة بالزي العسكري تتحدث عن استعداد إسرائيل لتوصيل المساعدات عبر "قنوات رسمية"، مؤكدة أن البحرية وجهت الأسطول لتغيير مساره "لأنه يقترب من منطقة قتال نشطة وينتهك حصارًا بحريًا قانونيًا"، على حد وصفها.

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيانها الرسمي أن ما أسمته "أسطول حماس" لا يهدف سوى إلى "الاستفزاز"، مشيرة إلى أن إسرائيل عرضت مع كل من إيطاليا واليونان وبطريركية القدس تسهيلات لإيصال المساعدات الإنسانية بطريقة سلمية، لكن الأسطول رفض العرض.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أنه تلقى تأكيدات من نظيره الإسرائيلي بأن القوات لن تستخدم العنف ضد المشاركين. ومع ذلك، تصاعدت الاحتجاجات في عدد من المدن الإيطالية، أبرزها في نابولي حيث قام المتظاهرون بوقف حركة القطارات في المحطة الرئيسية، بينما دعت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا إلى إضراب عام يوم الجمعة المقبل احتجاجًا على اعتراض الأسطول.

وفي أوروبا أيضًا، تواصلت ردود الفعل الغاضبة، إذ شهدت بروكسل مظاهرة حاشدة تضامنًا مع المشاركين في الأسطول، رفع خلالها المحتجون أعلام فلسطين ورددوا شعارات تندد بما وصفوه بـ"القرصنة الإسرائيلية".

ويأتي هذا التطور في وقت حرج يشهد تصاعدًا في الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، وسط تحذيرات من منظمات دولية من خطر المجاعة وتدهور الأوضاع الصحية نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا.