أكد الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري الأسبق وخبير المياه ونائب رئيس المركز القومي للبحوث، أن السودان يمر بكارثة حقيقية نتيجة التصرفات الأحادية لإثيوبيا في تشغيل سد النهضة، دون إخطار مسبق أو تنسيق مع دول المصب، وعلى رأسها السودان ومصر.
وفي مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" على قناة الحدث اليوم، قال القوصي إن إثيوبيا تقوم منذ أربعة أيام بصرف 750 مليون متر مكعب يوميًا من سد النهضة عبر النيل الأزرق، دون سابق إنذار، ما تسبب في غرق مناطق واسعة من السودان.
وأضاف أن هذا التصرف جاء في وقت عصيب، إذ تزامن مع فيضان غير مسبوق في النيل الأبيض، وسيول شديدة ضربت ولايات الرصيرص وسنار والجزيرة والخرطوم، مما فاقم من حجم الكارثة.
وأشار إلى أن العاصمة السودانية الخرطوم “تعوم في المياه”، في ظل ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، حيث لا زراعة ولا نشاط اقتصادي، نتيجة للغرق والأضرار الواسعة.
وانتقد خبير المياه المصري تجاهل إثيوبيا لمبدأ الإخطار المسبق، قائلًا: "هذا المنصرف الكبير من المياه كان يجب أن يسبقه تنسيق مع دولتي المصب، لكن إثيوبيا لم تتعامل بمسؤولية، وهذا ليس الفيضان الطبيعي الذي تعودت عليه المنطقة، بل هو نتاج تخزين غير مدروس وغير متفق عليه".
تجاهل التحذيرات المصرية
وأكد د. القوصي أن مصر كانت قد حذرت مرارًا من خطورة التصرفات الأحادية الإثيوبية، ونبهت السودان بشكل خاص إلى أنها ستكون المتضرر الأكبر من غياب الاتفاق، لكن حكومات السودان المتعاقبة لم تصغِ للتحذيرات، وأبرمت اتفاقات ثنائية مع إثيوبيا، متجاوزة الدور المصري.
نداء لإنقاذ السودان
واختتم القوصي تصريحه بالتأكيد على أن ما يحدث الآن هو "شبه كارثة" تهدد السودان بالكامل، داعيًا إلى تحرك عاجل، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، لتحميل إثيوبيا مسؤولية الأضرار، ولوقف الاستهتار بمصائر شعوب حوض النيل.