كشف مصدر مقرب من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير قدّم اعتذارًا رسميًا لنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها من البيت الأبيض، اليوم الإثنين، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأوضح المصدر أن الاتصال الهاتفي جاء بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تناول الجانبان تطورات الأوضاع الإقليمية، وجهود التهدئة في المنطقة.
وأشار مصدر آخر مطّلع على المحادثات إلى وجود فريق فني قطري داخل البيت الأبيض في الوقت ذاته، ما يعكس تنسيقًا دبلوماسيًا بين الجانبين لاحتواء تداعيات الهجوم، في ظل المساعي الأمريكية لخفض التوتر وتهيئة الأجواء لمحادثات سلام أوسع في الشرق الأوسط.
واستضاف ترامب، اليوم الإثنين، نتنياهو في البيت الأبيض، لإجراء محادثات محورية حول خطة السلام المقترحة في غزة، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وسط تصاعد العزلة الدولية لإسرائيل وتزايد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وتأتي هذه الزيارة، وهي الرابعة لنتنياهو منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير الماضي، في وقتٍ يسعى فيه رئيس وزراء الاحتلال إلى تعزيز العلاقات مع أهم حلفائه، بعد أن أقدمت مجموعة من الدول الغربية الأسبوع الماضي على الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرتها واشنطن وتل أبيب تحديًا مباشرًا لموقفهما.
وقف الحرب في غزة
كان ترامب قد عبّر عن رفضه الشديد لخطوات الاعتراف، معتبرًا أنها بمثابة مكافأة لحركة حماس، مشددًا على رغبته في الحصول على موافقة نتنياهو على الإطار الأمريكي الجديد الذي يستهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهد دبلوماسي مكثف يقوده ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، سعيًا لتحقيق وعده الانتخابي بإنهاء العدوان على غزة بسرعة.
وقدّم الرئيس الأمريكي في هذا الإطار خطة سلام مكوّنة من 21 نقطة، طرحها أمام عدد من القادة العرب والمسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، بهدف حشد الدعم الإقليمي والدولي لها.
وتتمحور الخطة حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يعقبه إطلاق سراح جميع الأسرى خلال 48 ساعة، إلى جانب انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع تحت إشراف دولي، وإقامة سلطة فلسطينية انتقالية لإدارته.
وبحسب مصادر دبلوماسية أمريكية، فإن الهدف الرئيسي من محادثات اليوم هو سد الفجوات المتبقية بين واشنطن وتل أبيب بشأن تفاصيل الخطة، خصوصًا في ظل وجود تحفظات من قبل اليمين الإسرائيلي، الذي يضغط على نتنياهو لمواصلة العمليات العسكرية حتى القضاء الكامل على حماس، رافضًا أي ترتيبات قد تمهد لقيام دولة فلسطينية، وفقًا لوكالة رويترز.