كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمارس ضغوطًا مكثفة على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدعم خطة السلام الجديدة التي يقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وذلك خلال اجتماعهما المرتقب، اليوم الإثنين، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وفقًا لوكالة "رويترز".
خطة ترامب للسلام في غزة
بحسب المصدر، حذرت الإمارات نتنياهو من المضي في أي خطوات أحادية الجانب نحو ضم الضفة الغربية، مؤكدة أن مثل هذا الإجراء سيُجهض فرص التطبيع مع دول عربية وإسلامية مؤثرة، من بينها المملكة العربية السعودية وإندونيسيا.
وتُعدّ الإمارات، التي وقّعت اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020، من أبرز الدول العربية المنخرطة في مساعي واشنطن لإحياء مسار السلام، حيث شددت في اتصالاتها الأخيرة مع نتنياهو على ضرورة التعامل بجدية مع مبادرة ترامب الجديدة، التي تتضمن إطارًا مكونًا من 21 نقطة لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ نحو عامين، وضمان الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، خلال لقائه نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، دعم بلاده للخطة الأمريكية، واصفًا إياها بأنها تمنح فرصًا حقيقية لجميع الأطراف لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وفق ما أفاد به المصدر.
ضم الضفة الغربية
في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية من جناحه اليميني المتشدد للمضي قدمًا في ضم الضفة الغربية، في خطوة يعتبرها مراقبون ضربة قاضية لأي احتمال لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومن المقرر أن يعرض نتنياهو، خلال لقائه مع ترامب في البيت الأبيض، موقف حكومته من الخطة الأمريكية، وسط مؤشرات على انقسام داخل الائتلاف الحاكم حول التعاطي معها.
وقال الرئيس ترامب، يوم الأحد الماضي، إنه يأمل بالحصول على موافقة نتنياهو على الإطار الجديد خلال لقائهما، مشيرًا إلى أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس باتت قريبة جدًا من التوصل إلى اتفاق مبدئي، حسبما صرح لوكالة "رويترز".
في السياق نفسه، قال عبدالعزيز الصقر، رئيس مركز أبحاث الخليج السعودي، إن المملكة ترحب بالتزامات ترامب بعدم الترحيل القسري من غزة وعدم ضم الضفة الغربية، مشددًا على أن السعودية لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل من دون التزام واضح بحل الدولتين.
وكشف مصدر عربي آخر أن الدول العربية والإسلامية نجحت في إقناع ترامب خلال مشاوراته في نيويورك بأن ضم الأراضي الفلسطينية خط أحمر، وهو ما دفعه إلى إعلان رفضه العلني للفكرة.
مقاربة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية
بحسب ثلاثة مصادر إقليمية، يمثل إطار ترامب المقترح تحولًا في مقاربة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية، إذ يفتح الباب أمام مسار تدريجي نحو إقامة دولة فلسطينية، إلى جانب خطة لإصلاح السلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراطية انتقالية لإدارة قطاع غزة بعد إعادة إعمارها.
كما تنص المبادرة على نشر قوة استقرار مؤقتة لتدريب شرطة فلسطينية جديدة، وإشراف هيئة دولية بقيادة الولايات المتحدة على إعادة الإعمار.