بعد فشل عملية الدوحة باغتيال قادة حماس.. هل تصاعدت العمليات العسكرية في تل أبيب؟


الجريدة العقارية الخميس 25 سبتمبر 2025 | 03:32 مساءً
إجلاء جنود الاحتلال - صورة أرشيفية
إجلاء جنود الاحتلال - صورة أرشيفية
عبدالله محمود

ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية ضد إسرائيل من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس وجماعة أنصار الله الحوثية، وذلك عقب الهجوم الذي شنته القوات الجوية الإسرائيلية على مكاتب ومقرات قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة أثناء مناقشتهم مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير الأسرى الإسرائيليين.

وتحت اسم "قمة النار"، وفي 9 سبتمبر 2025، أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف مسؤولين من حماس في قطر عبر غارة جوية، غير أن العملية العسكرية التي وُصفت بأنها "أكبر عملية عسكرية لإسرائيل خارج حدودها"، فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في اغتيال قادة الحركة الإسلامية.

الهجوم الإسرائيلي في الدوحةالهجوم الإسرائيلي في الدوحة

ووصف الكاتب الإسرائيلي إيلي بوديه نتائج الضربة بأنها "خطأ استراتيجي" ارتكبه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإعطائه الأمر بتنفيذ الهجوم، مؤكداً أن تكلفة العملية كانت أكبر من أي مكسب.

وأوضح بوديه أن النتائج السياسية والدبلوماسية جاءت سلبية بشكل واضح، فحتى وإن نجحت العملية جزئياً عسكرياً، فإنها أضرت بالثقة مع قطر والعالم العربي، وعرقلت العلاقات مع الولايات المتحدة، وعززت موقف أعداء إسرائيل. كما لفت إلى أن تل أبيب بنت خلال السنوات الأخيرة علاقات سرية قائمة على الثقة مع عدد من دول الخليج عبر اتصالات دقيقة أجراها مسؤولو الموساد ووزارة الخارجية.

وبعد اعتراف إسرائيل بتنفيذ الهجوم على الدوحة، أدان المجتمع الدولي العملية، فيما أكد زعيم "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي أن إسرائيل "تثبت معادلة استباحتها" بحيث لا تستثني أي بلد عربي أو مسلم، مشيراً إلى أن الاعتداء على قطر يأتي في هذا السياق.

وفي كلمة له حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، قال الحوثي: "العدو الإسرائيلي مستمر في تثبيت معادلة الاستباحة، وهي المعادلة التي يسعى لأن تكون شاملة لكل هذه الأمة، ولا يستثني أي بلد عربي أو مسلم"، مؤكداً أن الجماعة سترد بشكل رادع على هذا التصعيد.

تصعيد حوثي بعد العملية

منذ تنفيذ الهجوم في 9 سبتمبر وحتى اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025، شهدت الساحة العسكرية تصاعداً ملحوظاً في العمليات التي نفذتها جماعة الحوثي ضد إسرائيل.

ووفقاً للبيانات الرسمية للجماعة، استهدفت مواقع إسرائيلية حيوية بطائرات مسيّرة وصواريخ، ما استدعى رداً إسرائيلياً عبر غارات جوية على أهداف حوثية في اليمن.

في 11 سبتمبر 2025، أعلن الحوثيون استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي وثلاث مسيرات، وفي 24 سبتمبر 2025، شنّت الجماعة هجوماً بمسيّرتين على هدفين في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل.

وفي آخر الهجمات الناجحة، أعلن المتحدث العسكري باسم أنصار الله يحيى سريع تنفيذ عملية نوعية بطائرتين مسيرتين على هدفين في منطقة أم الرشراش جنوبي إسرائيل، مؤكداً أن العملية أصابت أهدافها بدقة وفشلت المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية في التصدي لها. 

وأضاف سريع أن هذه العملية تُعد الثانية خلال 24 ساعة، مشيراً إلى تنفيذ هجوم سابق بعدد من الطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية في منطقتي أم الرشراش وبئر السبع.

لم يقتصر الرد على الحوثيين، إذ شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة عمليات فردية ضد قوات الاحتلال. ففي 18 سبتمبر 2025، قُتل جنديان إسرائيليان في هجوم نفذه مواطن أردني عند معبر اللنبي – جسر الملك حسين – معبر الكرامة، حيث أطلق النار على الجنود وطعنهم قبل أن يُقتل برصاص أحد الحراس.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الأردني، الذي يعمل سائق شاحنة لإدخال المساعدات إلى غزة، باغت الجنديين وأرداهما قتيلين، قبل أن يتم قتله بنيران الحراس.

تصعيد حماس ضد الاحتلال

أما حركة حماس، فقد كثفت من هجماتها ضد الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الممتدة من 9 حتى 25 سبتمبر 2025، وفقاً لبياناتها وتقارير إعلامية عبرية.

في 20 سبتمبر 2025، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية مقتل وإصابة 19 جندياً إسرائيلياً في غزة ورام الله، الأمر الذي أكده جيش الاحتلال معلن مقتل 5 وإصابة 14 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، جراء اشتباكات شمالي غزة، حيث تعرضت قواته لعبوات ناسفة ونيران كثيفة. كما استُهدفت مدرعة بعبوة ناسفة، تلاها إطلاق قذيفة مضادة للدروع على روبوت محمل بالذخيرة.

كما أوضح البيان أن قوات الإنقاذ الإسرائيلية التي هرعت لمكان الحادث تعرضت لسلسلة انفجارات، إذ استهدفت عبوة أولى دبابة، تلتها عبوة ثانية ضد قوة الإنقاذ، ثم ثالثة ورابعة، إلى جانب إطلاق نار من أسلحة خفيفة على المصابين.

في 23 سبتمبر 2025، أبلغ عن اشتباكات مسلحة عنيفة بين مقاتلي المقاومة وجنود الاحتلال في منطقتي تل الهوى والشيخ رضوان بمدينة غزة.

في 25 سبتمبر 2025، شهدت غزة اشتباكا آخر، حيث أطلق مقاتلو حماس قذيفة آر.بي.جي على دبابة إسرائيلية، ما أدى إلى إصابة ضابط توفي لاحقاً متأثراً بجراحه.