أمهلت حكومة سنغافورة شركة ميتا بلاتفورمز، المالكة لفيسبوك، حتى نهاية سبتمبر أيلول 2025 لتطبيق حزمة من الإجراءات التقنية الجديدة، أبرزها استخدام تقنية التعرف على الوجه، وذلك في إطار مساعيها للحد من تصاعد جرائم انتحال الهوية والاحتيال عبر المنصات الإلكترونية.
وأعلنت وزارة الشؤون الداخلية في بيان رسمي، الخميس، أن الشركة الأميركية ستواجه غرامة مالية تصل إلى مليون دولار سنغافوري (ما يعادل 776.6 ألف دولار أميركي) في حال عدم الالتزام بالموعد المحدد «من دون عذر معقول». كما نص البيان على إمكانية فرض غرامة إضافية تصل إلى 100 ألف دولار سنغافوري عن كل يوم تأخير بعد انتهاء المهلة.
ويأتي هذا التحرك بعد أن رصدت السلطات زيادة ملحوظة في محاولات الاحتيال بين يونيو 2024 ويونيو 2025، حيث لجأ المحتالون إلى استغلال صور ومقاطع فيديو لشخصيات سياسية بارزة في إعلانات وصفحات مزيفة عبر فيسبوك. هذه الظاهرة أثارت قلقاً واسعاً، خاصة مع ارتفاع الشكاوى من مستخدمين تعرضوا لخسائر مالية بسبب حملات احتيالية منسقة.
وكانت الشرطة السنغافورية قد وجهت في وقت سابق من سبتمبر الجاري تعليمات أولية لشركة ميتا لاتخاذ تدابير عاجلة، إلا أن تلك التعليمات لم تتضمن جدولاً زمنياً محدداً، الأمر الذي تغير مع التوجيه الأخير الذي جاء مقروناً بمهلة صارمة وغرامات مالية كبيرة.
ويعد هذا التوجيه أول إجراء رسمي يُنفذ بموجب قانون الأضرار الجنائية عبر الإنترنت، الذي دخل حيز التنفيذ في فبراير 2024، والذي يمنح السلطات أدوات قانونية أكثر صرامة لمحاسبة شركات التكنولوجيا العالمية في حال فشلها في التصدي للجرائم الإلكترونية.
ورغم أن ميتا نفذت بالفعل بعض الخطوات العالمية للحد من مخاطر انتحال الهوية، أشارت الوزارة إلى أن وتيرة انتشار الاحتيال في سنغافورة لا تزال مثيرة للقلق، ما استدعى اتخاذ هذا الإجراء الاستثنائي.